في إصداره الجديد: الكاتب الفلسطيني حسن عبد الله يخصص نصاً أدبياً عن مدينة وجدة

 

أصدر الكاتب والإعلامي الفلسطيني حسن عبد الله كتاباً جديداً بعنوان ” دمعة ووردة على خد رام الله”، وهو الكتاب العشرون في تجربة إصدارات الكاتب الأدبية.

 

صدر الكتاب عن الكلية العصرية الجامعية، ويقع في (152) صفحة من القطع المتوسط، وصمم غلافه الخارجي غازي انعيم، رئيس رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين.

 

وقد انطلق الكاتب بخياله خلال الحجر الوقائي من “كورونا”، مسلطاً الضْوء على الظرف الجديد الذي عاشته البشرية، وكيف حضرت إليه أماكن زارها وأحبها ما قبل “كورونا”، وكيف استطاع في مقاربة خيالية إبداعية أن يزور هذه الأماكن في الحجر لتتضمن نصوص الكتاب زيارتين أدبيتين واحدة حقيقية قبل الحجر والثانية خيالية وجدانية خلال الحجر.

 

كتب عبد الله في الحجر وما قبله عن رام الله والبيرة والقدس وعمان ودمشق ونابلس وبيت لحم ووجدة ورافات وبيرزيت وجفنا وبستان المهندس سامر في بيت عور.

 

ووردت عناوين الإصدار معنونة كما يلي:- لا وقت رام الله يشبه وقتها ولا المكان يشبه مكانها، وبستان سامر يغتسل بعبق الجوري في الشروق والغروب، وفي القدس: المكان يمسحُ بمنديله دمعه – دمعك، ولا تتركوا هديل حمامكم ينزف في زمن “كورونا”، ودوارا “الساعة والمنارة” يقيسان نبض رام الله، وأنا أتحسسّ بقلبي “طوق الحمامة الدمشقي”، وبيت لحم تلملم مفردات لغتي وشظاي لوني، وقلب معطّر بالياسمين، وفي “وجدة المغربية” يقول لك المكان تاريخاً ويقول لك شعراً، ومراسم استقبال بطيخة، و”كورونا ” يحجر زمنه في سجنه و”أم كلثوم” تفتح فضاءات الأزمنة. ومن المقاربات اللافته في أحد النصوص، التشابه في الأيام الأولى من الحجر، مع الأيام الأولى في الإضرابات عن الطعام خلال الاعتقال، من حيث التعامل مع الزمن. أهدى عبد الله كتابه إلى “إياس” حيث كتب له: “كُنتَ في أيام الحَجر صديقاً ومعيناً وونيساً. تابعتَ مساقاتك في الهندسة عبر نظام التعلم عن بعد، وعيناك تنغرسان في شاشة الحاسوب، بينما كان قلبك يمشي في أرجاء البيت، يبلسم وجع أيام أبيك تارة، ويمد العون لأمك بيَدَي نَبضِهِ تارة أخرى، لتنتهي ساعات يوم الحَجر محروسة برموشِ عينيكَ ونبضِ قلبك”. وبخصوص تخصيص نص عن مدينة وجدة المغربية في كتابه يقول الكاتب عبد الله: “زرت هذه المدينة قبل سنتين، في إطار وفد وزارة الثقافة الفلسطينة، في احتفالية وجده عاصمة الثقافة العربية، وقد كتبت نصاً عن المدينة، لأنني أعُجبت بها على المستوى الجغرافي والعمراني والتاريخي، كما أعجبت أكثر بطيبة أهلها. وكان من المفروض أن أزور المغرب مرة أخرى في نشاط ثقافي آخر هذا العام، لكنه الغي بسبب “كورونا”، وكانت لي رغبة في زيارة وجدة. بيد أنني زرت المدينة زيارة خيالية في أيام الحجر من خلف طاولة مكتبي، تخيلت الزيارة وكتبت عنها ما كتبت، لأنتج في المحصلة النهائية نصاً هو مزيج من زيارة حقيقية وأخرى خيالية.

 

وأضاف عبد الله: أن نصوص كتابي الجديد مخصصة لأمكنة أحببتها ومنها “وجدة” التي أجريت مقاربة في نصي بين أسواقها القديمة وأسواق القدس العتيقة، لاسيما المسقوفة منها التي ينبعث منها عبق التاريخ.

 

وختم الكاتب بمقتطفين قصيرين من نصه، المقتطف الأول عن المغرب بشكل عام والمقتطف الثاني عن وجدة على وجه الخصوص.

 

ومن ضمن ما ذكره عن المغرب “…. في المغرب مطلوب منك كلما رأيت جديداً ألا تستغرب، لئلا تمضي وقتك مستغرباً، وتتبعثر من عينيك المشاهد، وحينها لا تحاور ولا تكتشف إن تملككَ الاستغراب وأسر قلبك ولسانك ومشاعرك !!! في المغرب يجب أن تظل حاضر الذهن، فخسارة حقيقية ضياع ثانية أو دفقة هواء أو همسة وردة أو حوار بين عصفور وعصفورة.

 

في المغرب يشدك التاريخ إلى عراقته، وتشدك الحداثة إلى فضائها، وبين العراقة والحداثة ينشط الناس وتتواصل الحياة بحركة فعلها، وتغتسل البنايات القديمة بماء الحاضر، وترتفع الشوارع المفتوحة والأسواق المسقوفة وترفعكَ معها إلى سمو مغاربي لا يشبهه سمو آخر……….”.

ونقتطفُ مقطعاً آخر من ضمن ما ذكره عن وجدة:- “……. لذلك ستكتب في الحَجر عن زيارة لم تتم إلى وجدة، ستكتب بعيني خيالك، عن ليل وصبح وأناس سمر. وستكتب عن سوق القدس، وكيف يعرف الباعة بفراستهم، وجوه الزائرين الذين جاؤوا من القدس أو محيطها. ستكتب، ومن المؤكد أنك ستكتب عن النصب التذكاري لمحمود درويش، وستقرأ بين يدي النص قصيدة لشاعر مغربي لم تلده أمه بعد.

 

ستقف عند فندق أطلس، وتسقي أشجار حديقته من حلم لاجئة ما زال يهطل مطراً، على الرغم من محاولات تجفيفه، فتنتصر غزارة مطرها على كل محاولات التجفيف. ستمعن النظر في الشوارع النظيفة، ونوافير المياه ومسرح محمد السادس.

 

وستقابل شاباً في العشرين من العمر اسمه ياسر، أسس جمعية تضامن مع الفلسطينيين، سيسر برؤيتك ويتلقف على عجل مجموعة كتبك التي أحضرتها ليودع الكتب الجديدة في قلبه.

 

ستتابع في وجدة كل شهادات الميلاد المدونّة على وجوه الناس التي تثبتُ بالسمّار والحزن المعتق والشرود الشاعري، أن قدامى العرب لم يغادروا المدينة، وإنما استمروا يعمرون أحياءَها وأسواقها، وهم يشربون الشاي المغربي بمتعة خاصة….”.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)