إطلاق النسختين الإنجليزية والاسبانية لمنصة تعلم العربية لفائدة أطفال الجالية

أعلنت مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، أنه تم إطلاق النسختين الإنجليزية والإسبانية الخاصتين بمنصة تعلم اللغة العربية لفائدة أطفال الجالية المغربية المقيمة بالخارج: e-madrassa.ma .
وبالمناسبة عممت المؤسسة لمحة عن تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية للمغاربة المقيمين في الخارج، وكذا معطيات عن منصة e-madrassa.ma، توصل شمس بوست بنسخة منها.

لمحة عن تعليم اللغة العربية

يأتي تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية منذ ما يزيد عن الخمسين سنة في صدارة متطلبات الجالية المغربية بالخارج خاصة بعد تكاثر ظاهرة التجمع العائلي الى دول أروبا (فرنسا، بلجيكا و ألمانيا) ثم اسبانيا و إيطاليا لاحقا.

وبقدر ما ساهم هذا البرنامج في تقوية روابط أفراد الجالية المغربية الوثيقة والضاربة في التاريخ مع بلدهم الأصلي وفق نفس المصدر بقدر ما أعتبر رافعة للاندماج الإرادي في مجتمعات بلدان الإقامة. وإن كان من بين اهدافه الاولى تسهيل العودة الى البلد الأصلي فقد اصبح حافزا للتوازن السيكولوجي والثقافي للأطفال المغاربة في بلدان الإقامة. 

 

عهد بهذا الملف منذ سنة 1991 الى مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج المحدثة بعناية من المغفور له الحسن الثاني الذي أسند رئاستها الى صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا مريم. تهدف المؤسسة الى خدمة مغاربة العالم و ذلك “ضمانا لاستمرار العلاقات الأساسية التي تربطهم بوطنهم، والى مساعدتهم على تذليل الصعوبات التي تعترضهم بسبب اغترابهم”.  

للنهوض بهذا التعليم أنجزت المؤسسة دراسة تقييمية من أهم نتائجها وضع برنامج عمل بمشاركة وزارة التربية الوطنية يتمحور حول:

– تدبير التعليم طبقا لمتطلبات قاعدة ملاءمة العرض مع الطلب،

– التشبيب التدريجي للطاقم التعليمي،

– اعتماد مسطرة لانتقاء و تعيين الأساتذة وفق معايير موضوعية منها الكفاءة و التجربة مع الإلمام بلغة بلد التعيين،

– انتهاج مقاربة مندمجة مع مختلف الفاعلين الحكوميين المعنيين بهذا الملف و التنسيق مع الشركاء الأجانب،

– تقوية هذا البرنامج بواسطة الأدوات البيداغوجية الملاءمة والمضامين الثقافية و التثاقفية الوثيقة الصلة بالثقافة المغربية،

  استعمال التقنيات الحديثة للتواصل لتوسيع انتشار هذا التعليم.

طاقم التدريس: 

يتم انتقاء أعضاء الطاقم التعليمي بناء على اختبار كتابي ومقابلة شفوية مفتوحة في وجه المرشحين المتوفرين على دبلوم تعليمي و على الإجازة و على أقدمية أربع سنوات في ميدان التدريس فضلا عن امتلاك لغة بلد التعيين.

يتكون الطاقم الحالي العامل بالخارج من 558 استاذ 20% منهم نساء، يشرف عليهم محليا 6 أطر للتفتيش والتأطير، 99% من مجموع أساتذة تعليم اللغة العربية بالخارج يتوفرون على الإجازة و على دبلوم تعليمي. يغطي هؤلاء أزيد من 2.411 مدرسة و حوالي 441 جمعية و مسجد. 

83 % منهم ينجزون غلافا زمنيا أسبوعيا يتراوح ما بين 15 و 30 ساعة و 2% أكثر من 30 ساعة. جغرافيا تتوزع الأطر التعليمية بالخارج بنسبة 62% بفرنسا، 19% بإسبانيا، 11% ببلجيكا بمنطقة والوني / بروكسيل و 1% بكل من ألمانيا وهولندا. و يذكر، في هذا الصدد، أن دروس اللغة العربية مفتوحة في وجه التلاميذ المغاربة والتلاميذ من مختلف الجنسيات على السواء. ويبلغ عدد المتتبعين لدروس اللغة العربية       و الثقافة المغربية 46.852 تلميذا من أصول مغربية والى جانبهم 19.101 مستفيدا من جنسيات متعددة.

توزيع الاساتذة و المستفيدين:

– 374 أستاذا بفرنسا يؤطرهم ثلاثة مفتشين يدرسون 27.992 تلميذ/ة مغاربة و 16.777 غير مغاربة،

– 108 استاذا بإسبانيا يؤطرهم مفتش واحد يدرسون 10.836 تلميذ/ة، 15 منهم من جنسيات أخرى،

– 64 استاذا ببلجيكا يؤطرهم مفتش ومنسق تربوي يستفيد من دروسهم 7.932 تلميذ/ة من ضمنهم 2.047 تلميذا من جنسيات أخرى،

– 7 أساتذة بألمانيا يؤطرهم مفتش واحد يدرسون 1.387 تلميذا مغربيا و 286 من جنسيات أخرى،

– 5 أساتذة بهولندا يدرسون 767 تلميذا مغربيا و 110 من جنسيات أخرى.

أنماط و صيغ هذا التعليم: 

تفتح دروس اللغة العربية على مستوى المؤسسات التعليمية الحكومية أو البلدية وفق المواقيت والترتيبات المتفق بصددها مع مختلف الشركاء الأوربيين. تحدد تسمية نوعية دروس اللغة العربية كالتالي:

1/ الدروس المندمجة و تطلق على الدروس التي تلقن داخل المؤسسات التعليمية ضمن الزمن المدرسي،

2/ الدروس الملقنة على مستوى المؤسسات التعليمية خارج الزمن المدرسي ويطلق عليها اسم الدروس المؤجلة، 

3/ الدروس التي تعطى داخل مقرات الجمعيات و المراكز الاجتماعية والثقافية نهاية الاسبوع و يطلق عليها دروس التعليم الموازي.  

لمحة تعريفية عن  e-madrassa

في إطار الاتفاقيات الثنائية الموقعة بين المغرب و بعض الدول الأوربية، اضطلعت مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج منذ سنة 1991 بملف تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية الذي يباشره حاليا 558 أستاذا يعملون بمجموعة من الدول الأوربية.

تدرس اللغة العربية بصيغ مختلفة تحددها مواقيت الزمن المدرسي على مستوى المدارس العمومية إذ يطلق عليه “تعليم مندمج” في حالة تلقينه ضمن الزمن المدرسي داخل المؤسسات التعليمية، فيما يطلق عليه “تعليم مؤجل” خارج المواقيت الرسمية للدراسة في حين يطلق عليه “تعليم موازي” في حالة التدريس داخل مقرات الجمعيات أو في بعض الفضاءات السوسيو ثقافية الى جانب بعض المساجد.

يرتبط التوزيع الجغرافي لأساتذة تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية بالأهمية العددية للجالية المغربية ذلك أن فرنسا تستأثر بأهم عدد من الأساتذة ( 62 % ) تليها إسبانيا ( 19 % ) ثم بلجيكا ( 11 % ).

يهدف برنامج تعلم اللغة العربية “عن بعد” بواسطة منصة التعلم e.madrassa  عبر موقع المؤسسة على الأنترنيت الى تنويع العرض التعلمي و توسيع الاستفادة في أوساط أبناء الجالية المغربية بالخارج تحديدا، لهذه الغاية أعطت المؤسسة انطلاقته في دجنبر 2013.

تعتبر e.madrassa بمثابة برنامج مكمل للتعليم الحضوري و لعمل أساتذة تعليم اللغة العربية كما أنه مبادرة لنشر هذا التعليم في البلدان التي لا تتوفر فيها إمكانية متابعته بكيفية نظامية في غياب الإتفاقيات الضرورية.

تسمح منصة e.madrassa من متابعة الدروس و الاستفادة منها حسب الرغبة دون قيود الزمان و المكان. 

تم وضع هذا البرنامج بمساهمة مختصين في مجالي التربية و التقنيات الحديثة للتواصل و يرتكز على مبدإ احترام الإيقاع التعلمي و قدرات و قابلية المتتبعين.

خضع هذا البرنامج الى فترة تجريبية مطولة حيث تم توظيف جملة من الوسائل والمقاربات البيداغوجية المحفزة التي تجمع بين التعلم و الفرجة بواسطة استعمال الصور والنصوص السمعية البصرية، و الحكاية، و الأنشودة الى غيرها من الوسائل التي تستهوي الأطفال.

اختارت المؤسسة اللجوء الى اللغات “الوسيطة” لتسهيل متابعة برنامج e.madrassa من طرف أبناء جاليتنا بدء باستعمال اللغة الفرنسية في مرحلة أولى كلغة وسيطة لتقريب المضامين من المتتبعين. و رفعا لعدد المستفيدين أقدمت المؤسسة على تنويع إمكانيات الاستفادة أمام عدد أكبر من أبناء الجالية المغربية و ذلك بإضافة لغات وسيطة مختلفة منها اللغة الإيطالية تم اللغة الإسبانية  واللغة الانجليزية تسهيلا لولوج الأطفال المغاربة بالبلدان الناطقة بهذه اللغات الى هذا البرنامج و ستسعى المؤسسة مستقبلا الى توسيع العرض اللغوي الى لغات وسيطة أخرى.

من حيث المضامين البيداغوجية و الديداكتيكية و التربوية و الثقافية اعتمد برنامج تعلم اللغة العربية عن بعد  على إطار مرجعي يستند على توصيات الدراسة التقييمية المنجزة من طرف المؤسسة حول آثار تعليم اللغة العربية و الثقافة المغربية لأبناء جاليتنا بالخارج، و بناء على الرؤيا الاستراتيجية لإصلاح التعليم (2015/2030) في سياق تشاركي مع وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني والتعليم العالي و البحث العلمي أخذا بعين الاعتبار عنصر الملاءمة مع متطلبات الإطار المرجعي الأوربي لتعلم اللغات . ويستمد تعليم اللغة العربية قوته من حمولته الثقافية العريقة المفعمة بتنوع القيم التي يحملها ويمررها بفضل جذوره التاريخية في تفاعله مع مختلف الثقافات و القيم الكونية.

يتناول المستوى الأول من هذا البرنامج 33 درسا غايتها التعرف شكلا و نطقا على الحروف الأبجدية، و يخضع المتتبع لعدة تقييمات لقياس ملكاته في الانتقال من درس الى درس. و ينتظم مستواه الثاني في خمس مراحل لتثبيت المكتسبات و المهارات بواسطة التمارين التقييمية الهادفة الى ترسيخ التعلمات الموضوعاتية و استعمال الحوارات و تقوية الرصيد اللغوي و توظيفه في مختلف السياقات التعليمية و المجتمعية. و جذير بالذكر أن الطفل يخضع طيلة فترة ولوج فضاء التعلم عن بعد للمواكبة و تقييم المكتسبات.

مستوى الاستفادة

حاليا يتابع دروس تعلم اللغة العربية عن بعد أزيد من 69.500 متتبعا و ينتظر بعد إطلاق النسخة الاسبانية و الإنجليزية من البرنامج أن يرتفع العدد الى 100.000 متتبع.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)