سلوكات قد تلقي بنا إلى كماشة كورونا يا سكان وجدة

 

منذ مدة والسلطات المحلية بوجدة تصل الليل مع النهار لتحسيس الناس بضرورة الالتزام بالتدابير الوقائية من فيروس كورونا، وتابعنا جميعا كيف خاضت حملة طوال الأسابيع الماضية ولازالت مستمرة عقب القرار الجديد الذي ينظم ساعات اغلاق المحلات التجارية والمقاهي ومنع بث مباريات كرة القدم، وهو القرار الذي أملاه إرتفاع حالات الاصابة بالفيروس في المدينة والتي وصلت اليوم إلى 39 حالة.

 

لكن هل يمكن بيد واحدة أن نصفق؟ بالطبع لا يمكن. صحيح أنه يمكن تفهم بعض السلوكيات التي لا يمكن ضبطها بسبب غياب الوعي بالدرجة الأولى، لكن ما لا يمكن التساهل معه وغض الطرف عنه، هو إتيان المخالفات ممن يمكن اعتبارهم نخبة المجتمع.

 

وفي هذا السياق، لازل المتابعون للشأن المحلي لم يستوعبوا كيف يمكن لنادي مثل مولودية وجدة أن يسقط تلك السقطة بتنظيم عشاء تأبين لاحد الرياضيين في ظل هذه الظروف التي نعيشها، حتى دفع الامر السلطات للتدخل ووضع حد لهذه المخالفة الخطيرة.

 

وفي الحقيقة لا نعرف الرسالة التي يمكن أن يتلقاها المواطن العادي من عشاء كهذا دعي اليه أزيد من 60 شخصا في فضاء التكوين التابع للنادي، وبالدرجة الوجدية أش خليتو للناس لخرين؟

 

هذه حالة من ضمن حالات أخرى لعزاء هنا وحفل هناك، لا يكترث العديد من الناس بتبعاتها على أوضاعها وعلى الصحة العامة.

 

نحن اليوم لسنا في موقع “شد لي نقطع ليك”، لأن وقت المحاسبة سحل وسيدرك كل طرف حجم نجاحه أو فشله في هذه الحرب، لكن اليوم وأمام ما بذل من طرف السلطات ومن طرف عامة المواطنين لابد من الضرب بقوة على يد كل من سولت له نفسه الإلقاء بنا جماعة إلى الهلاك.

 

وكما يقال المناسبة شرط، ومادمنا نتحدث عن سبل تطويق الوباء في المدينة، لا يمكن اليوم بأي حال من الأحوال إجراء قراءة تعسفية أو مغلوطة لقرارات ومذكرات وزارة الصحة وخاصة المتعلقة بالاستشفاء المنزلي، اليوم وما دمنا نتحدث عن تخصيص مستشفى الفارابي لاستقبال حالات كوفيد، لابد من دراسة الحالات حالة بحالة، وعدم السماح للحالات التي يمكن أن تشكل خطرا على محيطها العائلي ومحيطها الأوسع من ذلك بالاستشفاء المنزلي.

 

الحرب التي نخوضها كل من موقعه هي حرب يجب أن تكون متكاملة، كل طرف فيها يكمل دور الأطراف الأخرى، لان الفشل معنيين به جميعا وكذلك لنجاح.

 

ونحن نختم هذه المقالة/الافتتاحية لابد من الإشارة هنا إلى قرار السلطات المحلية القاضي بمنع بث مباريات كرة القدم في المقاهي، والتنويه بهذا القرار الذي لم يتخذ في العديد من المدن التي يجب أن يتخذ فيها، ذلك أن التجمعات الناجمة عن متابعة مباريات كرة القدم لا تقل عددا ولا خطوة عن أي تجمع يمكن أن يتحول إلى مصدر البلاء.

 

تبقى إشارة مهمة لابد من إثارتها، وهي أن القواعد المطبقة خاصة في بعض الأماكن التي يمكن أن تكون مصدر إنتشار الفيروس، يجب أن تطبق بشكل يعمل المساواة، وحتى وإن كانت قرارات السلطات تبقى مجرد قرارات إدارية لكن يجب العمل بها كقواعد قانونية، والقاعدة القانونية كما يعلم الجميع عامة ومجردة، وبالتي يجب التعامل مع بعض الشركات ومراكز النداء، بنفس المنطق الذي يتم التعامل به مع المقاهي والمحلات التجارية والمصحات وغيرها.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)