رغم الإعاقة.. مغربي يرسم البسمة على وجوه الفقراء

الأناضول

تمكن الناشط الاجتماعي المغربي، جمال حرودي، المصاب بضمور العضلات، من الإشراف عل عدد من المبادرات الخاصة بمساعدة الفقراء.
وفي ظرف وجيز، أطلق حرودي (44 سنة)، عددا من المبادرات الاجتماعية للتخفيف من آثار تفشي فيروس كورونا، كان لها أثر بالغ على الأسر المغربية المعوزة.
وأُصيب أحمد بضمور العضلات في سن الرابعة عشر، وكانت بدايته في مجال العمل الخيري، قبل عدة سنوات، وتحديدا سنة 2013.
واعتمد حرودي في البداية على إمكانياته ومدخراته المالية الذاتية، وبعض أصدقائه ومعارفه من الدائرة الضيقة، ممن تقاسموه معاناة الإعاقة.
وعمل على إطلاق مبادرات بسيطة موجهة لسكان بلدة “الصفصاف” الواقعة بمحافظة بركان شمال شرقي المغرب، حيث قضى فيها صباه.
وضمور العضلات الشوكي، مرض يصيب الأعصاب التي تظهر من الحبل الشوكي الموجود في العمود الفقري، ويظهر على شكل ضمور عضلات الأطراف مع ارتخاء شديد وضعف فيها.

الإعاقة .. حافز لخدمة المجتمع
وفي حديث للأناضول، قال حرودي، إن إعاقته لم تزده إلا صمودا وتحديا ليكون شخصا فعالا في المجتمع.
وأبرز أنه قبل سبع سنوات، قرر بمعية أصدقائه إضفاء طابع قانوني وجمعوي على أعمالهم الخيرية، لتجويدها ودفع الناس للثقة في مبادراتهم، وأسسوا جمعية تحمل اسم “الصفصاف”.
وأردف: “كان شعارنا حينها نحن السند لمن لا سند له، حيث نقدم أعمالا خيرية لـ250 طفلا في المحافظة، تتراوح بين تقديم المساعدات، والتكفل بكسوة العيد”.
الموعد السنوي لمنح كسوة العيد، موعد يترقبه جمال أكثر من الأطفال المستفيدين، ففيه يشحن نفسه بالطاقة للانطلاق في أعمال خيرية جديدة.

وذكر في هذا الصدد: “صرت أعتبر هؤلاء الأطفال أبنائي، وتوفير كسوة العيد لهم حمل لا أرتاح منه إلا بعد كسوتهم جميعا”.

مبادرات خيرية لا تنتهي
ثقل البحث عن موارد لضمان كسوة الأطفال الـ250، لم يمنع الناشط المغربي من إطلاق مبادرات أخرى، كان قسط منها خلال فترة الحجر الصحي جراء تفشي كورونا.
وأطلق في خضم حالة التضامن التي سادت المغرب خلال الأشهر الثلاثة الأولى لانتشار الفيروس، مبادرة لتوفير 260 قفة (سلة غذائية)، بقيمة 600 درهم (حوالي 65 دولارا)، للأسر المعوزة لتخفيف أثر الجائحة.

وأفاد بأنه “خلال عملية توزيع المساعدات في البادية (الريف) اكتشفنا عددا من الأسر تعيش في ظروف صعبة ومنازل تنعدم فيها شروط الحياة الكريمة”.

وضع كهذا دفعه ورفاقه إلى نشر نداء على صفحة الجمعية، كما هو الشأن لجميع المبادرات التي يقدم عليها، من أجل ضمان المواد المالية لإصلاح بيت وإعادة بناء آخر لفائدة أسرتين.

وفي ظرف وجيز تمكن من جمع الإمكانيات المادية اللازمة، عبر التبرعات القادمة من الداخل والخارج، وشرع فريقه المساعد في التشييد، واليوم أصبح للأسرتين بيتين يليقان بالعيش الكريم.

لا تتوقف مبادرات الجمعية عند هذا الحد، فسجلاتها تفيد تكفلها بالمصاريف اليومية لعائلتين، ومصاريف الماء والكهرباء لـ3 أسر أخرى.

الصحة والوقت.. رأس مال الشباب
بعد هذه السنوات من العطاء الخيري، يشعر جمال بأن مجهوداته التي لم تقف الإعاقة حاجزا أمامها، ساهمت بشكل كبير في تنمية روح البذل والعطاء والتطوع لدى فئة واسعة من الشباب.

واستطرد: “عدد كبير من الشباب اليوم أدمنوا العمل التطوعي بفضلنا، وانخرطوا في العمل الخيري معنا، وفي الحقيقة كان هذا هو هدفنا الأسمى، أن ندفع المزيد من الشباب لحمل المشعل في المستقبل”.

ووجه جمال رسالة إلى باقي الشباب لاستغلال أوقاتهم وصحتهم في الأعمال التي تعود عليهم بالنفع.

وختم بالقول “استطعت تجاوز إعاقتي بالإصرار والصمود وقمت بأشياء أتشرف بها، وعلى الشباب استثمار صحتهم لأن الصحة تاج فوق الرؤوس ولا يضيعوها في التفاهة والمخدرات”.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)