الهجرة إلى كندا .. عشرات العائلات المغربية عالقة وتعاني بعد التماطل في تجديد تأشيرتها

لا تزال أكثر من مائة عائلة مغربية من المرشحين الذين تم قبولهم في الهجرة الكندية (برنامج الدخول السريع) عالقين في المغرب ، بسبب عدم تمديد تأشيراتهم وتأكيد إقامتهم الدائمة (COPR) ، على النحو الذي قدمته وزارة الكندية الهجرة.

 

وقالت العائلات المغربية العالقة، وفق المعطيات التي حصلت عليها شمس بوست انه “وبالرغم من القرار الإستثنائي الأخير لفتح الحدود المغربية لفئات معينة من المسافرين وكذلك فتح الحدود الكندية للقادمين الجدد لأغراض الهجرة ، فإن مكاتب مركز طلب التأشيرة بالسفارة الكندية في المغرب لا تزال مغلقة”.

 

و وفق ذات المعطيات، فقد تم “الإستفسار عدة مرات من قبل المعنيين ، ولم تعط سفارة كندا في المغرب أي رؤية فيما يتعلق بمعالجة التأشيرات منتهية الصلاحية ، مما قد يؤدي إلى حرمان مئات الأشخاص من نجاح مشروع حياتهم ، مع العلم ان جل العالقين قد قدموا إستقالاتهم من وظائفهم وباعوا ممتلكاتهم في المغرب منذ بداية 2020 استعدادًا للرحيل”.

 

وتشير ذات المطيات التي توصل بها الموقع، ان معظم العالقين محرومون من الدخل لمدة أربعة أشهر ، وبعضهم في وضع صعب للغاية ، لأنهم لا يستطيعون استنفاد الأموال المخصصة للهجرة، (الأموال المطلوبة كشرط أساسي للوصول إلى الأراضي الكندية عند دخول البلاد).

 

وفي هذا السياق، كشف أحد المواطنين المغاربة المتضررين من إغلاق السفارة الكندية لمكتب الهجرة، في حديثه مع شمس بوست أن السفارة الكندية بالرباط، تتجاهل بشكل غير مسؤول مطالب المواطنين المغاربة العالقين هنا بالمغرب، مشيرا الى ان عشرات العائلات والطلبة، الذين كانوا يخططون للهجرة الى كندا، انتهت مدة تأشيراتهم خلال فترة الأزمة الوبائية، ما تسبب في علوقهم بالمغرب لمدة طويلة.

 

وتابع المتحدث بنبرة التحسر واليأس، “قبل ان اقرر الهجرة إلى كندا برفقة عائلتي الصغيرة التي تتكون من زوجتي وابنين، كنا نعيش حياة الرفاهية بالمغرب، فكنت اشغل منصب مدير بإحدى الشركات وزوجتي هي الأخرى كانت تشتغل في منصب جيد، وابنائي كانوا يتابعون دراستهم بشكل عادي بالمغرب، إلا ان خلال السنوات الأخيرة بدأنا نخطط للهجرة الى كندا، بحثا عن تجربة حياة جديدة وافاق جديدة، وقمنا بجميع الإجراء ات المرتبطة بملف الهجرة الى كندا، وحصلنا على التأشيرة قبل أشهر، وبسبب الأزمة الوبائية اغلق المغرب حدوده الجوية، وحال ذلك دون سفرنا في الموعد المحدد، لتنتهي بذلك التأشيرة في يوم 30 من شهر مارس الماضي، اي قبل القرار الإستثنائي للحكومة المغربية، لفتح المطارات في وجه المغاربة العالقين بالخارج وبالمغرب.

 

واضاف المتحدث، ان قرار السفارة الكندية بالمغرب عدم الإستجابة لمطالبهم بتمديد التأشيرة لمدة إضافية، كلفهم كل شيء، وفق تعبيره، مشيرا الى انه قام ببيع جميع ممتلكاته بالمغرب، وانتقل للسكن مع عائلته، “لتبدأ بذلك سلسلة من المشاكل العائلية، والأمراض النفسية، لدرجة انني انتقلت انا وابني للسكن مع والداي، وزوجتي اقامت عند والديها برفقة ابننا الأخز، كل هذه المشاكل نعيشها في ظل صمت السفارة الكندية وعدم تقديمها لأي توضيحات حول موعد تمديد تأشيرتنا، يقول المتحدث.

 

وفي هذا الصدد، قال المتحدث، ان جميع العائلات التي فاق عددها المائة شخص، اصبحت تعيش ظروفا مزرية جراء صمت السفارة، مشيرا الى أن هؤلاء العالقين، تنظر اليهم وزارة الخارجية الكندية كزبناء، فقد قمنا بتسديد مبالغ باهظة في المصاريف المرتبطة بملف الهجرة، بينما الآن نحن نعيش ظروفا مأساوية واصبح مستقبلنا مجهولا وغامضا، لاسيما وان السفارة لا تستجيب لمطالبنا ولم تقدم لنا اي توضيحات.

 

وفي ذات الإتجاه، قال احدد المتضررين من هذا الإغلاق، ان جميع العالقين لا يطالبون إلا بحقهم، وبتنفيذ مسطرة تمديد مدة التأشيرة، كما نصت على ذلك وزارة الهجرة الكندية في وقت سابق.

 

 

وأضاف المتحدث ان مدة تأشيرته انتهت في الرابع والعشرون من شهر يونيو الماضي، مشيرا الى ان بعد انتهاء هذه المدة، قام بمراسلة مكتب الهجرة بالسفارة الكندية، من اجل تمديد مدة “الفيزا”، بحسب ما ينص عليه قرار وزارة الهجرة الكندية، الذي اكد ان المهاجرين الذين منعوا من السفر خلال هذه المدة بسبب الوباء، سيتم تمديد تأشيرة سفرهم الى الديار الكندية في واقت لاحق، الا ان مكتب الهجرة بالسفارة الكندية بالرباط لم يقدم اي توضيحات بخصوص التمديد.

 

هذا، وحاولت شمس بوست ربط الإتصال بمكتب السفارة الكندية بالرباط من اجل الإستفسار بخصوص هذا الموضوع إلا اننا لم نتوصل بأي جواب حول أسئلتنا.

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)