على خطى السلاوي..علماء في المغرب يسيرون بخطى ثابتة نحو اكتشاف لقاح لفيروس كورونا

مع تعيين البروفيسور، منصف السلاوي، على رأس الفريق المكلف من قبل البيت الأبيض والرئيس دونالد ترامب، للبحث عن لقاح لفيروس كورونا المستجد، الذي يسبب مرض كوفيد19، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي جدلا، وإن كانت السمة الغالبة على الاراء التي أدلى بها المغاربة في تفاعلهم مع الخبر، هو الاشادة بهذا التعيين، ودليل على قدرة المواطن المغربي، على صنع التفوق عندما تتوفر له الظروف المناسبة.

 

لكن العديد من المتابعين إختاروا في بالموازاة مع ذلك الخوض في بعض تفاصيل الماضي، وكيف أن السلاوي لم يجد الأذان الصاغية في بلاده قبل عدة عقود عندما حاول تقديم محاضرات مجانية في الجامعة المغربية، في علم المناعة والصحة العامة، هذا التخصص النادر حينها.

 

وقد استند هؤلاء على تدوينة لأحد أصدقاء البروفيسور المغربي في بلجيكا، أين درس السلاوي بعد حصوله على شهادة الباكالوريا في المغرب.

 

معظم الذين لجأوا إلى التاريخ للمقارنة بين تعيينه على رأس فريق علمي في أقوى دولة في العالم، وتضييع فرصة الاستفادة من خبرته في بلده الأصل، توخوا تبيان أن العديد من الباحثين من طينة السلاوي، يغادرون البلاد أملا في بيئة عمل محفزة على الإبداع، وبالتالي ضياع فرص ذهبية عن المغرب.

 

لكن رغم ذلك، هناك من يرى بأنه رغم نزيف الأدمغة الذي يسجله المغرب بشكل سنوي، إلا أن الجامعات والمختبرات المغربية، تزخر بطاقات علمية كبيرة، لا تقل أهمية عن منصف السلاوي الذي يعد واحد من العلماء الكبار في مجال تخصصه.

 

في هذا السياق، شكلت فرصة تعيين السلاوي، لدى العديد من المتابعين فرصة لاستعراض بعض الطاقات، وبالخصوص التي تعمل هي الأخرى على مواجهة مرض كوفيد 19.

 

قبل أسابيع قليلة، وفي خضم الحرب على الفيروس القاتل، تعرف العديد من المتابعين على ثلة من الباحثين المغاربة في مختبر البيوتكنولوجيا الطبية، بكلية الطب والصيدلة بالرباط، قاموا بانجاز يعتبر سابقة من نوعه.

 

وتمكن ائتلاف مغربي من الباحثين ينتمون لهذا المختبر، من تحليل 3000 جينوم لفيروس الكوفيد.

وبحسب عز الدين الابراهيمي، مدير المختبر، فإنه في إطار مواجهة أزمة كوفيد-19، وفي إطار مشروع وطني يهدف إلى تحليل وحل شفرة فيروس الكوفيد المتواجد بالمغرب مع تحديد كثير من خاصياته، تمكن ائتلاف مغربي بريادة مختبرنا من تحليل أكثر من 3000 جينوم لفيروس الكوفيد على المستوى العالمي و قدم مقالا علميا للنشر لدى لجنة محكمة في مجلة دولية كما تم نشره على المنصات العلمية القبلية.

 

و مكن هذا العمل وفق ما أورده نفس المصدر على حسابه الشخصي على الفايسبوك من “تحديد التوزيع الجغرافي لجينومات الفيروس في أكثر من 58 دولة ووصف أهم التغيرات الجينية في جينومه و ضبط مواقع الطفرات الساخنة فيه مما سيمكن من مواجهة الفيروس بدقة عالية”.

 

وبالمناسبة يضيف المصدر ذاته “و انطلاقا من خبرته وخبرة فريقه العلمي في هذا الصدد، أطلق مختبرنا مشروعه الكبير جينوما ( الموقع www.Genoma.ma) و الذي يهدف إلى إنشاء منصة وطنية لتحليل التسلسل الجيني لجميع الجينومات المغربية بداية بالجينوم البشري المغربي و جينوم البكتيريات، والفيروسات و من ضمنها فيروس Covid19″.

 

وستمكن هذه المنصة وفق المصدر نفسه “من تخزين كل التسلسلات الجينية و الجينومية المأخوذة من عينات مغربية و المتوفرة وطنيا أو على المواقع الدولية، أو التي سيتم تحميلها في المستقبل”.

 

وبحسب العديد من الباحثين في المختبر، وفق تصريحات صحفية أدلوا بها عقب هذا الإنجاز العلمي المهم، فإن هذا التحليل هو مقدمة مهمة للوصول إلى تلقيح مغربي، وهو ما يعني بأن الباحثون المغاربة يسيرون على نفس الخطى التي يسير عليها العديد من الباحثين في العالم الذين يسابقون الزمن للوصول إلى لقاح ضد الفيروس.

 

وإلى جانب الابراهيمي، قليلون يعلمون أن ضمن الباحثين في المختبر، يوجد أيضا سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية، الذي يعد واحد الباحثين المختصين في المجال أيضا.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)