يوميات في حضرة الشوافة -17 –

بعد تخطيها للسلسلة النحاسية والقفل 7 مرات، توجهت “حياة” نحو “الشريفة” لإتمام ما تبقى من الطقوس حتى لا يطير من يدها حبيبها الجندي “عياد” ، و قبل أن تمنحها “الشريفة” باقة من الطلاسيم والحروز الذي حضرتها خصيصا لها، لكي تغير من مشاعر “عياد” الذي تحبه إلى درجة الجنون، طلبت مني “الشريفة” أن أتخلص منها في المكان المعلوم، دون أن تشير إلى إسم المكان فهمت مقصودها، يبدو أن “الشريفة” أضافت إلى قاموسها ومصطلحاتها وأمكنتها أثناء مخاطبتها لزبوناتها فضاء قبور النصارى، وهو المكان الذي اقترحته عليها للتخلص فيه من “حروز” لالة زينب” الذي سبق لها وأن وعدتني بشراء دراجة هوائية في حالة تحقيق المراد الذي تتردد من أجله على بيت “الشريفة”.

 

غادرت “حياة” بيت “الشريفة” وعدت إلى قاعة الإنتظار لمراقبة الوضع، وترتيب الأمور كما تعودت على ذلك، فجأة عادت “حياة” وطلبت مني أن تتحدث إلي بانفراد، في البداية سألتني عن المكان المعلوم الذي أمرتني “الشريفة” التخلص فيه من الطلاسيم، أخبرتها أنه قبور النصارى فاندهشت للأمر، وتساءلت عن السر في ذلك، أكدت لها أن فضاء قبور النصاري خالي تماما من الناس ولا أحد يتجرأ الدخول إليه بالنظر إلى الحراسة المفروضة عليه، باستثناء أهل وأقارب الموتى الذين نادرا ما يترددون على المقبرة، إذن فالطلاسيم ستبقى محفوظة ولا أحد يمكنه العثور عليها.

 

أعجبتها الفكرة جيدا، أدخلت يدها في حقيبة يدوية صغيرة وأخبرتني أنها لديها طلاسيم أخرى قد أنجزها لها فقيها في وقت سابق وترغب في التخلص منها أيضا في قبور النصارى، وافقت على طلبها فورا، أخرجت ورقة من فئة 10 دراهم مقابل هذه الخدمة وطلبت مني قياس حذائي ووعدتني أنها ستقتني لي حذاء رياضيا من عند أحد صديقاتها التي تتاجر في السلع المهربة من الشمال.

 

عدت فرحا إلى قاعة الإنتظار بالمبلغ المالي الذي ناولتني إياه “حياة”، تذكرت مقبرة النصارى، تذكرت ذلك الطاووس الجميل وهو يصيح بأعلى صوته في وجه كل من يريد الاقتراب من بوابة المقبرة ويتباهى بريشه المزركش الطويل، تذكرت تلك الأيام التي كنت أسقي فيها قبور النصارى ،وأغسل رخامها وأزينها بالورود، تذكرت تلك الأيام التي كنت أتسلق فيها سور المقبرة لأقطف ورود القبور لكي أهديها إلى صديقتي “علية”، قبل أن يتحول الفضاء إلى مقبرة إلى دفن طلاسيم زبونات “الشريفة”.

 

في المساء توجهت نحو منزل “حسناء” والدة “ليلى” التي يسكن جسدها جني ، استقبلتني “أم ليلى” بحفاوة، قمت بجولة في المنزل اقترحت عليها أن تقيم “الليلة” في الفناء، وعليها أن تقتني جديا أسودا، وأن تحتفظ بدمه في إيناء، و تكتفي فقط بوجبة عشاء كسكس والحساء والقهوة بالحليب والتمر إضافة إلى الخبز، وأخبرتها أنني سأتولى مهمة الفرقة الحمدوشية وبعض النسوة اللواتي “يجذبن” من أجل تنشيط “الليلة” لطرد الجني الذي يسكن جسد ابنتها” ليلى”.
يتبع

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)