بيني وبحري جزائريان يفران من سجـــن وجدة بالاستعانة بغطاء بطانية بعدما حوله أحد الســجناء لحبل متين وطويل

الهاربان كانا يؤديان فاتورات السكارى بالحانات والعلب الليلية بوجدة

يأوي السجن المحلي بوجدة عدة سجناء من جنسيات أخرى بتهم متنوعة تتوزع بين جرائم التزوير والسرقة وترويج المخدرات وغيرها من الجرائم الأخرى، وشكل السجناء من جنسية جزائرية وعلى الدوام رقما مهما في لا ئحة الأجانب القابعين وراء أسوار السجن المحلي لعاصمة الجهة الشرقية، ويبقى العامل الرئيسي هو قرب المدينة من واجهتين حدوديتين شمالا إسبانيا وشرقا الجزائر، الأمر الذي يجعل مدينة وجدة قبلة مفضلة للعديد من الهاربين من عدالة بلدانهم، وهذا ما شكل متاعب إضافية للمصالح الأمنية بوجدة التي أحبرت على التعامل مع جرائم ومجرمين من جنسيات أخرى وما يسري على مدينة وجدة يسري على باقي المدن الحدودية عبر العالم أين تنشط بكثافة الشبكات الإجرامية المنظمة.

يجرنا هنا الحديث هنا إلى قصة جزائريين يلقبان “بيني” “بحري” اشتهرا في مدينة وهران ووجدة بتنفيذ عمليات عديدة للسرقة بدقة متناهية ومكنتهما هذه العمليات من جني أموال مهمة يتم بعثرتها في الحانات والعلب الليلية ، يستمتعان بشبابها ويسترقان لحظات جميلة ستبقى راسخة وموشومة في ذاكرتهما، خلال خريف سنة 1975 تمكنا من الاستيلاء على مبالغ مالية مهما بعدما اقتحما ضيعة فلاحية بضواحي مدينة بركان تعود ملكيتها لأحد الأجانب، كبلا صاحب الضيعة وسطا على ما بداخل الصندوق الحديدي المنزوي في ركن بإحدى غرف إقامة الأجنبي، فرا نحو مدينة وجدة، انطلق مسلسل المجون يترددان على الحانات والعلب الليلية بالمدينة يصرفان بسخاء يغدقان بالمال على رئيس الجوق يطلبان أغانيهما المفضلة، يرقصان يتمايلان يتباهى بالأموال أمام السكارى، يغدقان على الفتيات بسخاء على النوادل وكل العاملين هناك، ذاع صيت سخاءهما، ذات ليلة دخل “بيني” و”بحري” إحدى العلب الليلية المعروفة بمدينة وجدة لما لعبت الخمر برأسيهما، طلبا من المسؤول عن العلبة الليلية بإغلاقها وأنهما على استعداد لدفع فاتورة هذا الإجراء، كما طالبا من النوادل أنهما من يتولى صرف ثمن مشروبات كل المتواجدين في المكان، كما طلب “بيني” و”بحري” من السكارى بشرب ما طاب لهم من خمور وعلى نفقتهما، سلوك دفع بمخبر كان موجودا اللحظة في العلبة، بإيصال المعلومة لمصالح الأمن التي جندت بعض من عناصرها للبحث في الموضوع ، حلت دورية بالمكان تم توقيف المبلغ عليهما، اقتيدا نحو مخفر الشرطة ليتضح للمحققين أنهما أمام عنصرين خطيرين يحملان الجنسية الجزائرية، حيث اعترفا أنهما يتسللا إلى التراب المغربي خلسة وينفذان عمليات السرقة الموصوفة في مدينة وجدة ومجموعة من مدن الجهة الشرقية، ونفس العمل يمارسانه في مدينة وهران الجزائرية، كما اعترف “بحري”و “بيني” بالعديد من السرقات التي نفذاها في أوقات سابقة واستهدفت العديد من المنازل والفيلات مكنتهم من الاستيلاء على مبالغ مالية كبيرة جدا الأمر الذي دفعهما إلى صرفها وتبذيرها بهذا الشكل داخل الحانات والعلب الليلية، دون أن يكشفا للمحققين أن مبالغ مالية مهمة موضوعة لدى عشيقة “بحري” لاحتفاظ بها لدوائر الزمان، وتبقى أيضا مصدرا لتمويلهما داخل السجن الذي يحتاج لمصاريف مادية مهمة تحفظ ماء وجه السجين وتجعله يحظى باحترام واهتمام من محيط السجناء وموظفي المؤسسة حيث تصير الممنوعات مباحة في حق هذه الشريحة من السجناء.

في انتظار إصدار الأحكام

أحيلا على السجن المحلي بوجدة، في انتظار إصدار الحكم النهائي في حقهما، لم تتوان عشيقة “بحري” في التردد على السجن المحلي محملة طريق بما تشتهيه الأنفس من مأكولات ومخدرات بعدما تمكنت “العشيقة” من تمهيد الطريق أمامها بتواطؤ مع أحد الحراس الذي ساعدهما أيضا على الفرار من السجن.

 

فكرا بيني وبحري في طريقة للتخلص من السجن، وبأي ثمن ، ركزا كل اهتماماتهما عن الحارس المفضل عندهما لا يترددان في إغراءه ، ولما اتضحت لهم الرأية، بقي الأمر في الوسيلة وكيف يتم الحصول عليها، فعملية الهرب الذي تم التخطيط لها تحتاج لحبل متين من أجل تسلق الجدار الشامخ، اقترحا الفكرة على أحد السجناء مقابل مبالغ مالية، تولى مأمورية صنع حبل متين عن طريق غطاء “بطانية” من خلال تقطيع الغطاء وفتله حتى يصير شبيها بالحبل ، ولما صارت الوسيلة جاهزة مهد الحارس الطريق للسجينين للوصول إلى مستودع المتلاشيات الذي هرب منه “السلاوي” أيضا، رمى الحبل تسلقا صارا خارج الأسوار فرا نحو الجزائر، بعدما تسلما ما تبقى لهما من ودائع عند عشيقة “بحري” واكتفت حينها المصالح الأمنية في إصدار مذكرة بحث في حق “بيني” و”بحري”.

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)