المغاربة بين زمن “القايدة طامو” و”القايدة حورية”

تداول نشطاء موقع التواصل الإجتماعي، على نطاق واسع شريط فيديو لامرأة سلطة وهي تتحدث مع المواطنين عبر مكبر الصوت، وتدعوهم للزوم بيوتهم تماشيا مع الخطة الوطنية لحماية البلاد والعباد من وباء كورونا الفتاك.

إلا أن اللغة البسيطة والمفهومة التي كانت تتواصل بها “القايدة حورية” مع المواطنين، أثارت إعجاب رواد التواصل الإجتماعي، وخاصة أنها كانت تتحدث بعفوية وتلقائية وبلغة سليمة وبسيطة جدا، يمكن للجميع استيعابها، ولم تكتف “القايدة حورية” بإبلاغ رسالتها للمواطنين من خلال حتهم على لزوم بيوتهم فحسب، بل كانت تارة تطلب من تاجر أن يجمع مخلفاته حفاظا على نظافة المحيط، بل كانت أيضا توجه خطابها لأشخاص بذكر أسمائهم ما يعني أن ” القايدة حورية” على تواصل مستمر مع المواطنين الذين يقطنون في نفوذ ملحقتها الإدارية.

ما جعل صورتها مرفوقة ببعض العبارات التي رددتها “القايدة حورية” تغزو العديد من صفحات التواصل الإجتماعي الفايسبوك بالنظر لما تحمل في طياتها من .

حقيقة، أن وباء كورونا جعلنا نسمع صوت العديد من رجال السلطة الذين نادرا ما نرى صورهم ونسمع كلامهم على منصات المواقع الإجتماعية وحتى على صفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية وغيرها من مواقع التواصل الإجتماعي.

1. وبالرجوع إلى العنوان، نجد الفرق شاسعا و كبيرا بين “القايدة حورية” في زمن كورونا، و”القايدة طامو” في حقبة ما من تاريخ المغرب أين كانت “القايدة طامو” لا تعرف معنى إستعمال لغة بسيطة للتواصل مع المواطنين، كل ما كانت تؤمن به، إما أن تبقى في منزلك أو تطلق ساقك للريح كلما شاهدتها عن بعد أو بالأحرى سمعت صوت محركها الذي أصبح معروفا لدى العديد من المغاربة، وإلا أن يكون مصيرك المبيت في “السيلون” بمخفر الشرطة.

إنها “لاراف” ياسادة أو “الواشمة” أو “القايدة طامو” تعددت أسماؤها ولكن مهمتها كانت واحدة” اطلع بلا متكعرر” وهي عملية انطلقت منذ زمن الحماية واستمرت إلى نهاية ثمانينيات القرن الماضي وكانت عادة ما تنطلق مع غروب الشمس، ولم تكن حينها رخصة استثنائية للتنقل موقع بإسم عون السلطة ، فقط البطاقة الوطنية، وأحيانا لا تفيدك في شيء” اطلع سي اطلع حتى الكوميسارية ونشوفو”.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)