احتفالات ” البوناني” .. نحتفل.. لا نحتفل

 

في كل مرة، ومع نهاية السنة الميلادية، يتجدد الخلاف حول الاحتفال ب” البوناني”، ويعاد إلى الواجهة سؤال الحلال والحرام، ومرجعيتهما التأصيلية.

ثقافة الاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة، أضحت طقسا سنويا، وتقليدا يتماهى مع احتفالات ” الغرب”، التي تنطلق مبكرا خلال كل شهر دجنبر، بالنظر إلى تغلغل ثقافة ” بابا نويل” ضمن النسق الطقوسي الاحتفالي في بلاد ” النصارى”.

سؤال الحلال والحرام يتردد كثيرا في البلدان الإسلامية، بين من يرى أن الاحتفال برأس السنة الميلادية، لا يعدو كونه تشبّه بالغرب، وبثقافته الدخيلة، لأن تأصيل هذا الاحتفال يجد امتداده خارج البنية الثقافية، والدينية الإسلامية، فيما يرى آخرون أن الاحتفال مشروع، ولا يوجد ما يمنعه، على اعتبار أن الغاية منه اقتناص فرصة لتقاسم الفرح، والمحبة، بعيدا عن السياق الإيديولوجي الذي يوجه الطرفين؛ أصحاب الحلال وأصحاب الحرام.

حلوى ” البوناني” بدورها تخلق الجدل، ذلك أن مخابز متخصصة في صنع الحلويات لا تلبي، في مثل هذه المناسبات، طلبات الزبائن، سواء انطلاقا من مرجعية ما، أو اعتبارا لوازع أخلاقي يجد أساسه في الغلاء الفاحش الذي يحكم تجارة ليلة ” البوناني”.

في الضفة الأخرى من الجدل الدائر، يقف شباب همه الوحيد الاحتفال في ذاته، طبعا خارج الأعراف، وخارج المرجعيات التي تحلل أو تحرم.

فقهاء الإسلام اختلفوا في شرعية الاحتفال بالسنة الميلادية، منهم من ذهب إلى التحريم، ومنهم من أجاز من منطلق رفع الحرج.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)