فراغ السعيدية.. يملؤه الخنزير البري

تعيش مدينة السعيدية فراغا مهولا خلال الآونة الأخيرة، وهو الفراغ الذي سيستمر إلى الصيف المقبل.

فراغ في كل شيء، فراغ اقتصادي، فراغ ثقافي رياضي وسياسي أيضا.

 

تحولت كل شوارع وأزقة الجوهرة الزرقاء، إلى شبح مخيف وحدها القطط والكلاب الضالة تحرس المكان من الفراغ.

شباب يتحين الفرصة لركوب قوارب الموت بحثا عن غد أفضل، مطاعم ومقاهي وفنادق أرغمها الفراغ على إغلاق أبوابها.

أسوار قصبة “عجرود” التاريخية تتهاوى رويدا رويدا ضريحا “سيدي أحمد ” و”سيدي إدريس” طالهما النسيان والتخريب، ولاشك أن بركتهما ستختفي، وتغرق المدينة بمياه واد كيس وفق الرواية الشعبية التي تقول أن الولي الصالح “سيدي أحمد” و” سيدي إدريس ” هما من يحميان,المدينة من فيضانات واد كيس.

إذن تاريخ مدينة يحتضر أمام أعين الجميع، ولا أحد تحرك لإنقاذ هذه المدينة من الفراغ والنسيان.

وحده الخنزير البري قرر ملء هذا الفراغ الذي تعيشه الجوهرة الزرقاء خلال هذه الآونة، وأصبح يصول ويجول في شوارعها ومنتزهاتها السياحية، لأنه يدرك جيدا أن لحمه حرام وأن عملية قتله يعرض الفاعل إلى الغرامة.

إذن عزيزي” الحلوف” إفعل ما شئت، في مدينة شبح تولد صيفا وتموت شتاء.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)