فاجعة تازة ..حضر الشعب وغابت الحكومة

بعد فاجعة تازة التي أودت بحياة 17 شخصا كحصيلة مؤقتة وإصابة العشرات بجروح متفاوتة الخطورة، تحرك المواطنون وساهموا في عملية الإنقاذ، وسارعوا إلى التبرع بدمهم، لإنقاذ أرواح الضحايا، وهناك من فتح أبواب بيته لإستقبال أهل وذوي الضحايا في خطوة لقيت استحسانا واسع النطاق على منصات التواصل الإجتماعي، وتعالت أصوات التضامن، وانتشرت برقيات التعازي، حصل كل هذا من طرف الشعب، دون أن تتحرك الحكومة على الفور، وتعمل على خلق لجنة مختلطة مستعجلة تضم كبار الشخصيات، وتشد الرحال إلى مكان الحادث لمواساة عائلات الضحايا، ولم لما الاستلقاء على أسرة المستعجلات من أجل التبرع بدمهم شأنهم شأن باقي المواطنين الذين حجوا بكثافة لمستشفى بن باجة لنفس الغرض، لأن الأمر يتعلق بأرواح مواطنين مغاربة لهم الحق من الاستفادة من دم الشعب ومن دم الحكومة أيضا، ولما التبرع براتب شهر 11 لفائدة أهل وذوي هذه الحادثة المؤلمة التي ستبقى موسوعة في ذاكرة ساكنة تازة خاصة وباقي المناطق عامة.

 

إذن وقعت الفاجعة، حضر الشعب وغابت الحكومة واكتفى رئيسها بنشر برقية تعزية على صفحته ب”الفايسبوك”، مات من مات، وأصيب من أصيب، وتستمر الطريق في حصد الأرواح.

 

وتزامن حادث تازة كما هو معلوم ، مع حادث مماثل شهدته تونس في نفس اليوم، وإن كان الفرق طفيفا في عدد الضحايا حيث أسفر حادث تونس عن 22 ضحية، وحادثة تازة عن 17 ضحية وكذا من حيث الزمن فالأولى وقعت صباحا والثانية خلال الفترة الزوالية.

 

ويبقى الفرق الشاسع بين الحادثتين، هو كون أن الحكومة التونسية تعاملت مع الحدث بشكل سريع وإيجابي وحظيت باهتمام بالغ من قبل سلطات البلد.

 

في الوقت الذي تعاملت فيه حكومتنا مع فاجعة تازة بتجاهل كبير.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)