عبد الله.. من رجل تعليم في قرية ريفية إلى أستاذ وكاتب وتُرجمان محلف في هولندا – حوار

انتصارات أبناء الهامش لا حد لها، بل لا يمكن، إطلاقا، توقع ممكنات تألقهم في سماء ” الإينيفيرسيل”، بالنظر إلى حجم المعجزات التي يصنعونها، في مجالات مختلفة.

عبدالله أطفاي، ابن بلدة بني وليد – فناسة بضواحي تاونات، واحدا من الأسماء التي صنعت تألقها خارج وطنه، وكأنه يمتثل لمقولة الفيلسوف الألماني ” ليبنتز” بخصوص أفضل العوالم الممكنة التي اختارها له الله.

سيرة عبد الله أطفاي تحمل في مضمونها إجابات كثيرة، كما تحمل قلقا رفض مواصلة المسير في الزحام، وتترجم هوة واسعة بين ضفتين؛ كيف أفكر!؟ وكيف أعيش!؟
موقع ” شمس بوست” حاور الأستاذ، والترجمان المحلف، والكاتب.. أطفاي، ونقل لقرائه تفاصيل سيرة رجل قضى 13 سنة في سلك التعليم، قبل أن يقرر جمع حقيبته، والبحث عن ذاته في ” أرض الله الواسعة”.

 

1- من يكون عبد الله أطفاي؟

في البداية أشكر موقع ” شمس بوست”.. عبد الله أطفاي من أبناء بني وليد – فناسة، التحقت خلال حقبة السبعينات بسلك التعليم، وقضيت به 13 سنة، لكنها كانت سنوات مريرة، على اعتبار أن علاقتي بالإدارة لم تكن يوما ” سمنا على عسل”، بسبب نشاطي النقابي، ورفضي منطق ” الركيع والتملق”، الشيء الذي جرّ علي متاعب كثيرة، وتحديدا خلال السنوات التي قضيتها مدرسا بمنطقة الريف ” أكنول” التابعة لنيابة تازة.


من تازة إلى طهر السوق في تاونات، وفي كل مرة يكبر حجم الرفض، على الرغم من أن الانتقال إلى تاونات، والحصول على نقط عالية في امتحانات التأهيل التربوي، كل ذلك كان يكذب إدعاءات الإدارة في تازة.

 

2- من رجل تعليم في قرية جبلية إلى هولندا، كيف حصل هذا التحوّل؟

13 سنة في سلك التدريس كانت كافية لأبني قناعتي الذاتية، وأجزم بأنه لا بديل عن الرحيل، خاصة وأنني كنت نشيطا في الأوراش المغربية، وسبق لي زيارة بعض الدول الأوربية، في إطار الأنشطة التطوعية، حيث سمحت الفرصة باللقاء بزوجتي، التي ساهمت، من جانبها، في تهييئ ظروف الانتقال إلى هولندا، ليكون القرار النهائي هو الرحيل؛ البحث عن أفق أرحب يستوعبني، وهكذا انطلقت رحلة حياة جديدة في سماء عالم آخر.

 

3- هولندا كشفت هوية عبد الله الكاتب.. حدثنا عن هذا المسار؟

 

في هولندا اشتغلت مدرسا، كما اشتغلت ترجمانا محلفا، لما يزيد عن 17 سنة، والأهم من هذا وذاك أنني راكمت شواهد ودبلومات؛ أصبحت متمكنا لغويا، معرفيا، ثقافيا.. وكل هذه الخطوط تسعف في صناعة الذات.


كتابي ” Narration d un parcours” عبارة عن سيرة ذاتية، يتضمن تفاصيل مهمة من حياتي، على اعتبار أنه ينشر المسكوت عنه في رحلة البحث عن المعنى.. فضلا عن أعمال أخرى تجيب عن ” الديفيرانس” بين الهنا والهناك.

4- كيف يعيش عبد الله في أرض المهجر.. الثقافة، الدين..؟

لا أخفيك أنني أعيش البلد بكل تفاصيله؛ البيصارة، المنكوب.. في بيتي أعيش كما أريد أنا، سواء من حيث نمط العيش، أو من حيث الممارسة الطقوسية الدينية، لكن في الخارج احترام ثقافة الغير واجب، هذا الغير الذي يحترمني، ويقدرني.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 1 )
  1. أحمد الغازي :

    صديق من الطفولة الأولى حتى اللحظة. يعيش عصره في كل مراحل العمر. يحب الحياة. عصامي لم تنل منه الكبوات بل تغلب عليها وجعل منها، بعزيمة قوية، حوافز للنجاح. دمت راقيا صديقي. أحمد الغازي الوليدي.

    0

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)