تنغير..مشاريع ملكية متعثرة وأخرى تسير على خطى السلحفاة (فيديو)

تعيش العديد من المشاريع بمدينة تنغير، وضمنها مشاريع دشنها الملك خلال الزيارة التي قادته إلى المنطقة سنة 2005، على وقع الانتظار للخروج إلى حيز الوجود.

 

هذا التعثر كان له أثر بالغ على الساكنة التي تنتظرها بفارغ الصبر، علها تغير قليلا من وضعها المأزوم، والتهميش الذي تقاسيه منذ عقود.

المدينة الجديدة

 

في طليعة هذه المشاريع القطب الحضري لتنغير، أو ما يعرف بالمدينة الجديدة، التي لازالت أشطرها الثلاثة تصارع منذ ذلك الوقت للخروج إلى حيز الوجود، وهو المشروع الذي بدأت السلطة الاقليمية في تحريك المياه الراكدة فيه بغرض إخراجه إلى الوجود وحل المشاكل التي تعترضه، وبالخصوص مشاكل الضريبة على الأراضي غير المبنية التي طالبت البلدية باستخلاصها في وقت سابق من عدد من المستفيدين من المشروع الذي تشرف عليه شركة العمران.

هذا بالاضافة إلى حل مشاكل المرافق العامة التي كان يفترض أن يعرفها المشروع بالموازاة، مع العقارات التي سوقتها الشركة للساكنة، وبالخصوص الطبقة المتوسطة التي نالت منها أعباء الكراء لسنوات عديدة.

 

مشاريع متعثرة

 

مشكل الصحة هو واحد من المشاكل العويصة، التي يقول عبد الله الخادي، رئيس المجلس الإقليمي لجمعيات المجتمع المدني، أن الإقليم يعاني منها.

 

المواطنون المنتمون  لـ 20 جماعة، مشكلة للاقليم تضطر حتى اللحظة للتوجه إلى المستشفى الاقليمي لورزازات، أو المستشفى الجهوي بالراشيدية، للاستفادة من الخدمات الصحية، ومع توالي الحوادث المؤلمة وبالخصوص حادث وفاة الطفلة ايديا، وتوالي حوادث السير المميتة، أصبح هذا المطلب ذي ملحاحية كبيرة لدى الساكنة.

 

وتلقت الساكنة، من الوزراء المتعاقبين على وزارة الصحة طوال العقد الماضي، عدة وعود لإخراج المستشفى الاقليمي إلى حيز الوجود، وفي الوقت الذي كان من المفروض أن يكون هذا المشروع يقدم في الوقت الراهن خدماته الصحية، لازال الوضع يراوح مكانه، حيث أن نسبة تقدم الأشغال في المستشفى الجديد ضئيلة جدا، حيث عاينت شمس بوست أن الأشغال مقتصرة في الوقت الحالي على وضع أساسات البناية، وهو ما يعني أن خروج هذا المشروع إلى حيز الوجود يحتاج إلى المزيد من الوقت.

الجانب الرياضي، أيضا لم يسلم من المعاناة، إذ تلقت الساكنة عبر مختلف الجمعيات الرياضية النشيطة، وعودا بإخراج مشروع ملعب تنغير إلى حيز الوجود، لكن ذلك لم يتم حتى الساعة، بل المدينة لا تتوفر على فضاء يمكن لشباب المنطقة الراغبين في ابراز مواهبهم الرياضية من إبرازها، وحتى دار الشباب الوحيدة التي كانت بالمدينة يجرى اغلاقها، ولم يتم تعويضها حتى الساعة بدار شباب أخرى، وأصبح ملاذ الجمعيات النشيطة والتي قدرها المصدر ذاته، بأزيد من 200 جمعية، هو المركز السوسيوثقافي الذي شيدته مؤسسة محمد الخامس، الذي يبقى غير مستوعب لجميع الأنشطة التي تقدم عليها هذه الجمعيات.

 

التعثر هو أيضا مصير المركب الديني بالمدينة، فبعد توقف أشغال هذا الصرح الذي إنتظره السكان لسنوات، استأنفت فيه الأشغال أخيرا، لكن بوتيرة بطيئة، ما يطرح أكثر من سؤال حول التاريخ الذي يمكن أن يرى فيه هذا المشروع النور.

أما مشروع مشتل المقاولات، فهذا المشروع الكبير، الذي تحول إلى مرتع للنفايات والممارسات المنحرفة، أصبح اليوم عنوان الفشل والتعثر الذي لاحق مشاريع المدينة.

وعاينت شمس بوست، الإهمال الكبير الذي يعيش على وقعه هذا المشروع، والانتشار المهول للنفايات داخل محلاته المقدرة بالعشرات.

 

هذا بالاضافة إلى مركب الصناعة التقليدية الذي يوجد على مشارف المدينة، حيث تحول بشكله الحالي غير المكتمل، إلى بناية تشبه البنايات التاريخية الرومانية، حتى أن بعضهم يطلق على المشروع بسخرية إسم “وليلي تنغير”.

فيضانات تعمق الجراح

 

ما عمق جراح سكان المنطقة وبالخصوص سكان المناطق الزراعية التابعة لتنغير، كمنطقة ايت هاني، هي الفيضانات التي عرفتها المنطقة أخيرا، والتي خلفت خسائر مادية في أراضي المزارعين الذين يمتهنون الزراعة المعيشية.

 

وفي هذا السياق، يؤكد الخادي،  أن الأضرار كانت كبيرة خاصة وأن الفيضانات تزامنت مثلا في منطقة أيت هاني مع فترة جني التفاح.

هذا بالإضافة إلى الأضرار التي خلفتها في الأراضي الزراعية، حيث لازال بعض الفلاحين يسابقون الزمن بامكانياتهم الخاصة لإعادة استصلاح الأراضي وإزالة الاحجار والأوحال التي جرفتها الفيضانات إلى أراضيهم.

 

وباستثناء عمالة الإقليم التي وفرت لهم بعض الأليات لازالة الأحوال، وبتعليمات مباشرة من العامل حسن الزيتوني، فإن مصالح الفلاحة، وفق نفس المصدر تركتهم لمواجهة مصيرهم، ومكابدة أعباء إصلاح ما دمرته الفيضانات.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)