المدينة الجديدة لتنغير.. مشروع ملكي حبيس “المشاكل”  منذ 15 سنة

 

لم يعد سكان مدينة تنغير يستوعبون كيف أن مشروعا ملكيا من حجم القطب الحضري المجد الذي يقع على مشارف المدينة، ظل إلى حد الساعة محط انتظارية قاتلة، حتى أن بعض المستفيدين وبعدما استبشروا خيرا بالمشروع الذي دشنه الملك في زيارته إلى المنطقة سنة 2005، حول حلمهم من نيل سكن لائق يقيهم من أعباء الإيجار، وغيرها من المشاكل المرتبطة بالسكن، إلى عبء مالي إضافي، بعدما دفعوا أموالهم المدخرة، لشركة العمران المشرفة على انجاز المشروع.

 

لازالت جمعية المجد للقطب الحضري لتنغير، التي تأسست سنة 2012 من قبل المستفيدين كإطار للدفاع عن حقوقهم، بعدما طال إنتظارهم، تنادي بحل المشاكل التي يتخبط فيها القطب الحضري، الذي كان من المفترض أن يكون مدينة بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

وتلخص المشاكل التي ترزح تحتها المدينة الجديدة، في عدة نقاط، لعل أبرزنها الضريبة على الأراضي غير المبنية، والتي طالبت بها جماعة تنغير في وقت سابق المستفيدين، غير أن المستفيدون رفضوا تأدية هذه الضريبة، إستناد إلى أنهم لم يتسلموا بعد رسمومات امتلاك عقاراتهم، وبالتالي لا يمكن وفق رشيد طالبي رئيس الجمعية تأدية هذه الضريبة والتي كانت ستثقل كاهل المستفيدين أكثر مما هو الوضع عليه الأن.

 

وأشار طالبي في تصريح لشمس بوست، أن تم التوصل إلى حل، على أساس يؤدي المستفيدين، الحاصلين على الرسومات، واجبات الضريبة على الأراضي غير المبنية إبتداء من السنة الماضية، وهو ما سيشكل وفق نفس المصدر دفعة من أجل شروع المستفيدين من تشييد مساكنهم، وبالتالي تحريك عجلة الاقتصاد في المدينة، بل واغناء خزينة الجماعة بمداخيل الرخص التي ستمنح.

لكن في حقيقة الأمر، ووفق ما وقفت عليه شمس بوست، خلال زيارتها لهذا المشروع، فإن المدينة الجديدة تعاني من غياب شبه تام للمرافق العمومية التي يمكن أن تصنع منها مدينة، وهو سبب دفع بطالبي إلى وصف هذه المدينة بأنها قرية تبدو عليها بعض مظاهر الحداثة، ذلك أن المدرسة الابتدائية الوحيدة التي يضمها المشروع توجد في العراء، دون سور يقيها، ويحفظ حرمتها، وربما هي المدرسة الوحيدة التي توجد في هذه الوضعية في الإقليم حسب نفس المتحدث.

وبحسب نفس المصدر فرغم مرور هذه السنوات الطوال فإن مستوى البناء في الشطر الأول، بلغت 60 في المائة فقط، وما يؤثر أكثر هو غياب المرافق العمومية، ومما يزيد الوضع تأزما غياب الخدمات المتعلقة بالخصوص بالنقل العمومي، إذ يعاني القاطنين حاليا في القطب من التنقل منه الى تنغير المركز ومن هذا الاخير الى القطب الحضري.

 

أما المساحات الخضراء التي كان من المفترض أن تؤثث المشهد في المدينة الجديدة لتضفي عليها صبغة مدينة حقيقة، فلازال المستفيدون أن تشرع شركة العمران في إحداثها، مؤكدين في نفس الوقت أنهم لا يجب أن يكونوا في أي حال من الأحوال ضحية حلم أمنوا به خاصة وأن المشروع هو مشروع ملكي بامتياز.

بوادر الفرج وفق طالبي لاحت في الأفق أخيرا، بعد اللقاءات التي عقدها عامل الاقليم حسن الزيتوني، والكاتب العام للعمالة عبد الرزاق الكرجي، مع جمعيتهم، ومع الجماعة والمسؤولين في الشركة على مستوى أكادير وورزازات، حيث تم التأكيد على المقترحات التي سبق أن تقدمت بها الجمعية، والرامية إلى حل مشكل يتأخر رخص البناء، والضريبة على الأراضي غير المبنية، وكل المرافق الأخرى، وبالخصوص إستكمال تشييد المدارس المبرمجة، ومعالجة مشكل انسداد قنوات الصرف الصحي.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)