مزرعة بلح البحر..صيادون في رأس الماء يختارون نمطا جديدا في خلق الثروة

يبدو أن الوضع العام الذي يعيشه قطاع الصيد، وبالخصوص الصيد الساحلي، أصبح يطرح الكثير من التحديات على الصيادين العاملين في القطاع.

 

يشتكي الصيادون عموما في السواحل الشمالية، من ندرة الأسماك، وفي الوقت الذي يرجع فيه السبب حسب بعض الصيادين إلى غياب بيئة لتكاثرها وتنوعها، يرجع آخرون السبب الرئيسي إلى الاستنزاف الذي شهدته السواحل على مدى العقود الماضية، وبالخصوص في بعض المناطق التي شهدت وما تزال الصيد بواسطة المتفجرات.

 

رغم أن الوضع أصبح مقلقا، يتطلب من الصيادين، التأقلم أكثر مع الوضع والمستجدات في القطاع، إلا أن عدد قليل من الصيادين ينخرطون في مبادرات من شأنها تنويع مصادر دخلهم، بل وقد تكون هذه الأنشطة الجديدة مصدر دخل رئيسي.

15 هكتار من البلح

 

على بعد عدة كلمترات من ميناء رأس الماء، تقع مزرعة بلح البحر، هي مزرعة نموذجية، أنشأتها تعاونية الأمل للصيد التقليدي برأس الماء، تضم 35 صيادا يزاولون نشاط الصيد في هذا الميناء.

 

بعد قطع المسافة بين اليابسة والمزرعة، يحاول رئيس التعاونية عبد العزيز الادريسي ربان السفينة التي حصلت عليها التعاونية في إطار تنفيذ هذا المشروع، سحب حبل معلق، بواسطة رافعة موضوعة خصيصا على هذه الباخرة لأغراض كهذه ولأغراض زرع بلح البحر وصيانة المزرعة.

بعد لحظات سحب الربان الحبال إلى الأعلى، التي كانت تكسوها طبقات من بلح البحر الذي نمى بشكل كبير، وأصبح على وشك أن يكون مادة قابلة للتصدير والتسويق.

 

حسب الرايس”، وزميله في التعاونية محمد بوحجر، فإن واقع نشاطهم في الصيد التقليدي، لم يعد يعول عليه لضمان مدخول قار، وهو الأمر الذي حذا بهم في النهاية إلى الانخراط في هذا المشروع المدعم من العديد من الجهات المانحة، والحكومية المغربية على رأسها الوكالة الوطنية لتنمية تربية الأحياء البحرية، والبنك الدولي.

هذا المشروع يمتد وفق نفس المصدر على مساحة ٥ هكتارات، ومن المقرر أن يتم توسيع المساحة المزروعة ليشمل 15 هكتارا، وتستوعب بذلك أكثر من 120 صاحب مركب صيد في ميناء كبدانة (رأس الما).

مزارع أخرى 

 

بحسب الوكالة الوطنية لتنمية تربية الأحياء البحرية، فإن المناطق المحددة على مستوى جهة الشرق، و الملائمة لنشاط تربية الأحياء البحرية على منطقتين تبلغان مساحتهما 1465 هكتار، مخصصة لتربية كل من الصدفيات والأسماك والطحالب.

 

 من بين هذه المناطق، هناك 1300 هكتار موضوعة رهن إشارة المستثمرين من أجل إحداث ضيعات لتربية الأحياء البحرية.

و تتوزع وحدات الإنتاج الـ 56 المتوفرة لإحداث ضيعات لتربية الأحياء البحرية حسب المناطق، وبالتحديد في منطقتي الدريش ـ الناظور، التي تبلغ عدد الوحدات فيها 40 وحدة على مساحة 55 هكتار، مخصصة لتربية الأسماك وتربية الصدفيات وزراعة الطحالب، و الناظورـ السعيدية 16 وحدة على مساحة 40 هكتارا مخصصة لتربية الأسماك والصدفيات.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)