مأساة..أسرة فقيرة تلجأ إلى تكبيل إبنها المريض بالسلاسل منذ 10 سنوات

 

لم يكن “محمد  اولقيد” ذو 27 سنة يتمنى يوما ما أن تنتهي به الأمر إلى الجحيم بسبب الاضطرابات العقلية، ليقضي بقية عمره بسلسلة حديدية بين أربعة جدران لبيت لا يتسع أن يكون زنزانة سجين وسط قريته بدوار لگاغ جماعة أگوديم إقليم ميدلت.

 

كان محمد طفلا نشيطا ومهذبا، يتوجه الى مدرسته وسط الدوار ليتابع دراسته الابتدائية بشغف كبير، على أمل أن  يصبح موظفا ليعيل اسرته المكونة من أب وام فقيرين بلغا من الكبر عتيا.

 

لم يكتمل حلم الطفل، ليصاب فجأة بمرض نفسي تحول تدريجيا وبسرعة الى مرض عقلي اضحى معه محمد كثير الحركة ويدخل في شنآن وشجار مع أطفال الدوار، واحيانا الاختفاء عن الأنظار، مما دفع  بوالديه الاهتداء الى وسيلة ربطه بسلسلة حديدية في بيت صغير كحل أخير بعد أن فشلت كل محاولتهما في السيطرة على الوضع .

 

 لتبدأ من هذه النقطة رحلة العذاب “لمحمد” الذي عاش لحدود الأن مدة 10  سنوات مكبلا في قيود حديدية، ولوالديه اللذان حاولا جاهدين رغم الفقر، البحث عن علاج إبنهما في عدد من المستشفيات دون نتيجة، ليصطدما بعدها بتفاقم وضعه الصحي من جهة وبين قلة اليد من جهة اخرى، مما حدا بهما ترك الامور للقدر  ليفعل بمحمد ما يشاء.

 

يتحدث أحد أقارب محمد لشمس بوست، بنبرة حزينة ليحكي جزء من معاناة الشاب الذي كان يعيش حياة عادية قبل أن “يصاب بمرض غريب، لم تنفع معه علاجات الأطباء”.

 

ويضيف: “حاليا محمد يعيش في هذه الغرفة ظروفا مزرية، وسط القذارة بعدما اصبح صعب الميراس، ولا أحد من الأسرة يستطيع أن يضبط تصرفاته التي تصبح احيانا عنيفة رغم تكبيله”.

 

وبخصوص محاولات البحث عن علاجه يتابع المتحدث “بدأت رحلة البحث عن علاج أخي من مدينة بني ملال، ثم لدى عدة أطباء بمدينة فاس، إلا أنهم  عجزوا عن كشف مرضه، ثم بعدها وصفت له بعض الادوية المهدئة دون أي علاج ليظل المريض يتخبط في معاناته الى حدود اليوم وسط هذه الغرفة المظلمة التي تبقى الحل الأخير لنا بعد أن تدخل أحد أعوان السلطة بالدوار الذي أمرنا بعد شكايات الساكنة ضد محمد بأن نجد الحل”.

 

 “لمقدم قالنا شدو ولدكم ربطوه ولا شوفو كي ديروليه” يضيف نفس المتحدث.

 

وأبرز أن “المنطقة لا تتوفر على مستشفى للامراض النفسية أو العقلية، ونقل المريض الى مدن بعيدة يزيد يعمق جراح الاسرة، ولا يحس بهذه المعاناة سوى الذين ابتلاهم الله بمرضى عقليين”.

 

 قبل أن يسترسل في حديثه بالقول: “امكانياتنا المادية لا تسمح بأن نستمر في علاجه أكثر مما سبق، فالأم تعاني من مرض القلب وما يتطلبه ذلك من مصاريف باهظة، ووالدي بلغ منه الكبر عتيا، بينما أنا لا اتوفر على عمل قار”.

 

وزاد المتحدث نفسه، بنبرة حزينة “عيينا، وحنا أسرة فقيرة على قد الحال، نتمنى من شي جهة مهتمة سواء وزارة الصحة أو جمعية او محسن من المحسنين يدخل باش اداوي محمد”.

 

وتضع الأسرة الرقم الهاتفي التالي لتقديم يد العون لها وضمان علاج لمحمد عله يستعيد حياته الطبيعية: 0666654101

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)