الشناقة يدخلون مرحلة العد العكسي لإشعال النار في سوق المواشي

 

 

لم تعد تفصلنا عن عيد الأضحى سوى أسبوعين، وينتظر غالبية الكسابة و”الشناقة” على حد سواء، صرف الرواتب الشهرية للموظفين والأجراء مع نهاية هذا الشهر، لانطلاق العد العكسي لجس نبض الشارع، وكذا دراسة سوق المواشي من كل الجوانب استعدادا لمعركة عيد الأضحى الذي يتزامن حلوله هذه السنة مع موجة حر شديدة، ستزيد لا محال من إرتفاع أثمنة أضحية العيد، كما سيتزامن أيضا مع وجود الجالية المغربية المقيمة بالخارج الذي لاشك أنها ستستغل فرصة الاستمتاع بأجواء عيد الأضحى، وهي الأجواء المفقودة ببلدان المهجر. 

 

ارتسامات الفلاحين

 

موقع “شمس بوست” زار مجموعة من الفلاحين بإقليم بركان، لينقل بعض ارتساماتهم بخصوص استعداداتهم لعيد الأضحى وفي هذا الصدد أكد “الهواري” 65 عاما، أنه منذ إحالته على التقاعد بعد أزيد من 40 سنة من العمل بفرنسا، اختار في نهاية المطاف الإستقرار بمسقط رأسه بمنطقة سيدي بوهرية بإقليم بركان، ثم الإستثمار في تربية المواشي.

 

في بداية الأمر رفض أن نقوم بجولة للإسطبل بحجة أن المواشي دخلت في قيلولة وأنه لا يرغب في إزعاجها وطلب منا أن نعود خلال الفترة المسائية، إلا أننا اقنعناه بأننا سنكتفي بنظرة خفيفة فقط، على أساس أننا سنعود في وقت لاحق، استجاب لطلبنا وكانت البداية من الإسطبل الكبير الذي يحوي عشرات الكباش من النوع المتوسط.

 

 وقبل أن نسأل “الهواري” عن الأثمنة، أخبرنا بأن كل ما يتضمنه هذا الإسطبل من خراف قد بيعت بالجملة لأحد “الشناقة” وأنه ينتظر بداية شهر غشت المقبل لتسليم البضاعة لصاحبها، أما الإسطبل الثاني والذي يحوي الأكباش الكبيرة فقد بيع منها جزء، أما الباقي فإنه موجه للبيع للزبناء الذين اعتادوا اقتناء أضحية العيد من عنده يضيف الهواري الذي كان مصحوبا بأحد مساعديه.

 

إرتفاع مرتقب

 

 بعد نهاية الجولة، طلب منا “الهواري” أن نجلس تحت شجرة لنشاركه براد شاي منعنع، ثم شرع في الحديث عن الأثمنة المرتقبة لأضاحي العيد إنطلاقا من تجربته وخبرته، حيث قال بهذا الخصوص :”سوق المواشي سيعرف هذه السنة ارتفاعا ملحوظا بخصوص أثمنة الأضاحي مقارنة مع السنة المقبلة”، وأرجع السبب في ذلك إلى عامل الجفاف الذي ضرب مختلف المناطق المغربية، الأمر الذي دفع بمربي الماشية إلى الاستعانة بالأعلاف التي عرفت بدورها ارتفاعا طفيفيا جراء الإقبال المتزايد عليها من قبل الفلاحة والكسابة الأمر الذي ساهم بشكل كبير في إرتفاع ثمن الكباش داخل السوق.

 

وأضاف أنه في الوقت ذاته غالبية الفلاحين أصبحوا يفضلون عدم الدخول إلى الأسواق لترويج منتوجاتهم، حيث يكتفون ببيعها في عين المكان لتجنب عناء التنقل عبر الأسواق، وهي المهمة التي أصبح يقوم بها “الشناقة” بعدما يقومون باقتناء ما يحتاجونه من بضاعة من لدن الكسابة مباشرة بعد عيد الفطر في إنتظار عيد الأضحى لإعادة بيعها بأثمان مرتفعة جدا قد تفوق بكثير القدرة الشرائية للمواطن البسيط، حيث غالبا ما يتحكم عامل العرض والطلب في أثمنة الأضاحي.

 

وزارة الفلاحة تطمئن 

 

كانت وزارة الفلاحة قد أصدرت عدة بلاغات، تشرح من خلالها الإجراءات التي اتخذتها الوزارة من أجل الحرص على جودة لحوم أضحية العيد من خلال العمل على تكثيف المراقبة على الماشية وترقيمها، كما طمأنت المواطن بكون أن المغرب يتوفر على العدد الكافي من الماشية لتأمين مرحلة عيد الأضحى وغيرها من الإجراءات الأخرى التي تم إتخاذها بهذه المناسبة.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)