نصب الخيام بالأزقة وقلة الأعراس تدخل قاعات الأفراح في أزمة

انتشرت خلال السنوات الأخيرة بمدينة وجدة، وباقي المناطق المغربية الأخرى ظاهرة جديدة، تتمثل بشكل أساسي في نصب الخيام وسط الشوارع والأزقة لإقامة الأفراح من قبيل الأعراس وحفلات الختان والعقيقة واستقبال الحجاج وغيرها من مظاهر الفرح، ولم يقتصر الأمر على المناسبات الفرح فحسب، فهذه الخيام أصبحت تنصب أيضا خلال المحطات المحزنة، وهي المناسبات التي عرفت إهتمام مجموعة من جمعيات المجتمع المدني التي صارت تحرص على تخصيص خيام ولوازمها من كراسي وطاولات بالمجان لفائدة عائلات الموتى لإقامة العزاء.

 

معطى أدخل مجموعة من القاعات المتخصصة في إقامة الأفراح بمدينة وجدة، والتي عرفت انتشارا ملحوظا خلال الآونة الأخيرة، في ركود شبه تام جراء عزوف العديد من المواطنين على إستعمال هذه القاعات حيث وجدوا ضالتهم في الخيام المتنقلة لاعتبارين أساسيين أولهما التكلفة المالية التي تعد أقل بكثير مقارنة مع قاعة الأفراح، حيث لا تتجاوز عملية كراء خيمة متنقلة ومجهزة على أكثر تقدير 2000 درهم عكس قاعة الأفراح التي قدم تتجاوز مبلغ 15 ألف درهم لليلة الواحدة ويكون الثمن أكثر من ذلك حسب جودة الخدمات ، أما العامل الثاني فهو القرب إذ يتم نصب الخيمة بجوار المنزل وهو ما يجنب المدعويين وأهل العرس عناء التنقل نحو القاعة، دون الحديث عن إمتياز آخر لا يمكن للقاعات توفيره، إذ بإمكان صاحب العرس أن يستغل الزقاق لمدة طويلة، وخاصة أن السكان لا يعترضون على ذلك، عملا بالمثل الشعبي ” نهار عليك ونهار علي” لأنه سيأتي اليوم الذي ينصبون فيه بدورهم خياما لإقامة أفراحهم.

 

وفي هذا الصدد أكد ” حسن” صاحب قاعة أفراح خلال حديثه لموقع “شمس بوست” أن غالبية القاعات الخاصة بالأفراج أصبحت تعاني خلال السنوات االأخيرة، بسبب تكاثرها وخاصة على مستوى الطريق المؤدية إلى المركز الحدودي “زوج بغال” إذ تصادفك القاعات أينما رحلت وارتحلت بهذا المقطع الطرقي، كما أصبحت عملية نصب الخيام بالشوارع العمومية لإقامة الأفراح تساهم بشكل مباشر في الأزمة التي تعرفها القاعات يضيف ” حسن ” خلال معرض حديثه، مطالبا في الوقت ذاته السلطات المحلية من أجل التدخل لمنع احتلال الملك العمومي بحجة إقامة الأفراح، ولا سيما أن مشروع بناء قاعة بالمواصفات المطلوبة يتطلب مبالغ مالية كبيرة، كما وقف “حسن “كثيرا عند نذرة الأعراس خلال السنوات الأخيرة متسائلا ” واش الناس ما بقاوش يتزوجوا”
وعكس ذلك قال “فيصل” 34 سنة موظف بالقطاع العمومي، لقد أقمت حفل زفافي خلال منتصف الشهر الماضي بخيمة أمام منزل والدي، ونفس الشيء بالنسبة لإخواني وباقي سكان الحي أيضا، لأن العملية ببساطة غير مكلفة عكس في حالة إقامة العرس في قاعة مخصصة لذلك.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)