عمي المختار : حكاية عجوز تطوع لترقيع الحفر ببعض شوارع مدينة وجدة نيابة عن البلدية 

 

رغم كبر سنه، ورغم الحرارة المفرطة التي تعرفها مدينة وجدة في هذه الأثناء، لم يتردد عمي “المختار”، في أن يتطوع وينوب عن المصالح البلدية في ترقيع بعض الحفر التي تغزو شوارع وأزقة المدينة، في بادرة تستحق التنويه والتشجيع والإشادة.

 

عمي “المختار” يقطن بأحد أحياء الهامش بالمدينة، والضبط بحي “الزرارقة” سنه يتجاوز 65 عاما، يغادر بيته المتواضع في الساعات الأولى من الصباح وهو يدفع عربته اليدوية والعرق يتصبب من جسده النحيف، يعرج على محل بيع مواد البناء يقتني ما يحتاجه من إسمنت ورمل وحصى وماء، من ماله الخاص رغم ضيق الحال، يضع كل ما يحتاجه في عربته، ويواصل طريقه بحثا عن الحفر التي تنتشر كالفطر بشوارع المدينة لإصلاحها وترقيعها بعد ما عجزت المصالح البلدية عن ذلك رغم ما تتوفر عليه من إمكانيات مادية وبشرية.

ويبقى الدافع الأساسي الذي جعل عمي “المختار” ينخرط في هذه البادرة، وفق ما صرح به لموقع “شمس بوست” لما شاهد بأم عينه منذ أزيد من سنتين مجموعة الحفر المنتشرة بالقرب من دار الفتاة بحي “كولوش” غير بعيد عن المنتزه الترفيهي، وما تسبب فيه من أضرار لمستعملي الطريق، فقرر الرجل القيام برفع الأذى عن الناس ابتغاء لمرضاة الله، فهو لا يريد جزاء ولا شكورا من وراء هذا العمل، كما جاء على حال لسانه.

 

وإلى ذلك فقد ثمنت ساكنة الحي الحسني “كلوش” ومستعملو المحور الطرقي الذي شملته الإصلاحات ، هذا العمل النبيل الذي يقوم به الشيخ خدمة للصالح العام، في ظل عجز الجهات المختصة عن القيام بذلك رغم توصلها بالعديد من الشكايات بهذا الخصوص من قبل الساكنة دون جدوى.

 

والجميل في هذه المبادرة الطيبة، الإتقان الجيد في العمل الذي يتعامل معه الشيخ في عملية ترقيع وإصلاح الحفر ما يعني أن له مؤهلات كبيرة وخبرة طويلة في المجال.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)