مسيرات غريبة( الحلقة6): الرجال يعتصمون في نفق عمقه 600 متر تحت الأرض وزوجاتهم في مسيرة ” الخلاص”!

يتذكر العمال المنجميون بمنطقة تيغزة في مريرت نواحي خنيفرة، ومعهم جميع الفعاليات المدنية، والحقوقية، تفاصيل اعتصام في نفق عمقه 600 متر تحت الأرض، خاضه العشرات من عمال المناجم، قبل أزيد من سنتين، احتجاجا على إدارة شركة تويست، التي تدير مناجم منطقة تيغزة بدائرة ” الحمام”.

 

اعتصام المنجميين تحت الأرض، قابلته مسيرات فوقها؛ مسيرات قادتها زوجات العمال المعتصمين، ومعهن فعاليات مدنية محلية في مريرت، حيث أصبحت المسيرات المسائية طقسا يوميا، وخطوة إجرائية للضغط على الشركة المنجمية، ومعها السلطات المحلية، من أجل التجاوب مع مطالب أزواجهن، الذين عبروا، حينها، عن رفضهم الخروج من الدهاليز المظلمة، بعدما رفعوا شعار ” الموت تحت الأرض أفضل من الذل فوقها”.

 

اعتصام 35 منجميا تحت الأرض، للمطالبة بتحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية، جاء بشكل تلقائي، لكن المسيرات فوقها، التي تزعمتها الزوجات، جاءت بناء على تنسيق مسبق، وبدعم من طرف فعاليات مدنية محلية، خاصة وأن الكل استشعر خطورة الأوضاع في النفق تحت أرضي، وأن مصرع المعتصمين بات منتظرا جدا، بسبب غياب التهوية، وتعرض عدد من المنجميين لمضاعفات خطيرة، خاصة على مستوى الجهاز التنفسي.

 

أزمة المعتصمين تحت الأرض، والتي استنفرت مختلف السلطات المحلية، والإقليمية، وأيضا المركزية، كانت بمثابة الشجرة التي تخفي الغابة، حيث قرر عمال آخرون، في تاريخ لاحق، خوض اعتصام مفتوح فوق مصعد على علو 40 مترا، تزامنا مع اعتصام زملائهم خارج النفق، وهو الاعتصام الذي استنفر والي جهة بني ملال خنيفرة، هذا الأخير ” طار” إلى معتصم مناجم عوام، في زيارة لم تستغرق أكثر من 10 دقائق، وقف خلالها على الأوضاع، التي كانت توصف حينها ب” المأساوية”.

 

ومنذ ذلك التاريخ، ما زال العمال يحتجون، من حين لآخر، للمطالبة بتحسين أوضاعهم، واحترام قانون مدونة الشغل، وقانون المناجم، وقبل هذا وذاك ضمان الحماية لهم تحت الأرض وفوقها.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)