مسيرات غريبة ( الحلقة 2): مواطنون يفرغون قارورات مياه ” واد الحار” داخل البلدية

في رد فعل احتجاجي مثير، وغريب، عمد مواطنون بمركز بلدية سبع عيون نواحي مكناس، قبل سنتين، إلى إفراغ قارورات مياه الصرف وسط بهو مقر البلدية، احتجاجا على رئيس المجلس البلدي، إثر إقدام أرباب تجزئات سكنية على ربطها بمجرى وادي مجاور لأحيائهم السكنية.

المواطنون الغاضبون، وبعد وقفات احتجاجية متتالية، وعدم توصلهم إلى حل بشأن قضية مجرى واد الحار، عمدوا إلى نقل معاناتهم، ومعاناة أطفالهم إلى داخل مقر البلدية، بعد مسيرة داخل مركز الجماعة، استعانوا خلالها بقنينات من الحجم الكبير، عبأوها بمياه ” الواد الحار”، قبل أن يفرغوها داخل البلدية، في سلوك احتجاجي وصف ب” السابق من نوعه”.

ربط ” البلدية” بقنينات مياه الصرف الصحي، تزامن مع تواجد مستشارين، ومسؤولين سياسيين، الذين صدموا لطريقة احتجاج المواطنين، هؤلاء لم يجدوا حلا لوقف عملية ربط قناة للصرف الصحي بمجرى مائي، والتحقيق في ظروف مصادقة المجلس البلدي على المشروع، سوى الاحتجاج بواسطة قنينات مياه ” واد الحار”، في إشارة لا تخلو من سخرية، كما أنها لا تخلو من تعبير عن معاناة فئات عريضة من ساكنة البلدة.

ولم يفوت رئيس بلدية سبع عيون، المنتمي لحزب الاستقلال، حينها، الفرصة لوصف طريقة الاحتجاج ب” المخالفة للقانون”، وأنه يترتب عليها العقاب بمقتضى القانون نفسه، لأن صاحب التجزئة السكنية حصل على الرخصة، والاحتجاجات ” لا أساس لها من الصحة”.

غضب ساكنة بلدية سبع عيون، وإقدامهم على إفراغ قارورات مياه الصرف الصحي ببهو البلدية، أعاد إلى الأذهان واقعة مماثلة، حيث عمدت مهاجرة مغربية تقطن بفرنسا، صيف 2017، إلى حمل كمية من الأزبال، ورمتها وسط مقر جماعة أحفير، احتجاجا على عدم وفاء الجماعة بالتزاماتها، بشأن تنظيف الحي التي تقطنه، والذي تحول إلى مطرح للنفايات المنزلية؛ هذه الواقعة أثارت الكثير من الجدل، إن على المستوى السياسي، أو على المستوى القانوني، بعدما تدخلت السلطات الأمنية، وحررت محضرا في الواقعة.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)