الاحتفال  بتزفيت “رومبوان” بوجدة..أخر صيحات التدبير الجماعي

وجدة

 

هكذا بعدما كانت طموحات المواطنين بمدينة وجدة إنهاء وضعية البنية التحتية المهترئة والطرقات المحفرة، أضحى تزفيت عدة أمتار من الطريق أو “رومبوان” مثل مدارة جامعة محمد الأول محط احتفال، بل وتقديم كانجاز لجماعة وجدة.

 

يجب أن نذكر أولا أن مصالح الجماعة لم تتحرك لتدارك الوضع المأساوي الذي كانت تعيش على وقعه هذه المدارة إلا بعد الانتقادات القوية التي تلقتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبعد أكثر من 3 أشهر من الشروع في التهيئة، وبعد سخط المهنيين وبخاصة سائقي سيارات الأجرة.

 

تحول هذا “الانجاز” إلى مصدر تندر بين الناس وحتى بين أعضاء مجلس مدينة وجدة، حيث اختار بعضهم الفضاء الأزرق للتعبير عن رأيه مما جرى ويجري.

 

وفي هذا الإطار قال شكيب سبايبي عضو الحزب الاشتراكي الموحد بمجلس المدينة، والمنتمي إلى المعارضة ” عاجل بعد تدشين مجسم احبك وجدة من طرف أكثر من 4    وزراء وعدد من المنتخبين . جاء الدور على تدشين تزفيت مدار الجامعة بعد أكثر من 3  أشهر من العمل”.

 

وأضاف “مدينة وجدة مع هاد الاغلبية المسيرة ردات مدينة وجدة بحال شي جماعة قروية كاينة بين لجبال رجعو يحتافلو بحوايج ماخلص اصلا الواحد يعطيها أهمية نظرا للوضعية الكارثية لكاتعرفها المدينة”.

 

وزاد “واش 3  أشهر من العمل باش تزفتو روبوان ؟ او زيد عليها هادشي تنسب لجماعة وجدة رغم ان كاينين كثر من 7 الشركاء . الجماعة باش ساهمت؟”.

 

وختم بالقول “مدينة وجدة خاصها وقفة ديال الجميع من والي جهة الشرق او نتا نازل .  المهم لي ساكن فمدينة وجدة عارف مزيان الوضعية لي كاتعيشها على جميع المستويات . اقول للاغلبية المسيرة سترو ماستر الله ماتشوهوناش حدا المدن الكبرى”.

 

إن كان بعض المواطنين الفرحين بتزفيت “رومبوان” الجامعة، ينطلقون في فرحهم من كون ذلك مبعث أمل بأن “تتزفت” طرقاتهم التي تحولت إلى طرق قروية “غير معبدة”، فإنه في الواقع جرى عبر التهميش الذي استمر لسنوات عدة (تقزيم) أحلام المواطنين حتى غدت منحصرة في تزفيت بعض الطرق، في حين أن البيئة السليمة بما تتضمنه من عناية بالطرقات والمرافق تعد من الجيل الأول من الحقوق التي تجاوز العالم الحديث عنها بعشرات السنين.

 

إذا كان هذا وضع المواطن، فإن هناك ما يشبه تسويق الوهم بالنسبة لبعض السياسيين في هذه المدينة، من الذين يروجون في الصالونات أن هناك أموال طائلة لانقاذ وجدة مما هي عليه من تردي، خاصة على مستوى بنيتها التحتية.

 

الواقع هناك من يحاول أن يروج أن تصفية حساب البستان سيغدق على الجماعة بالأموال المتأتية من هذه التصفية بعد بيع كل البقع المتبقية، في حين أن كناش التحملات يؤكد على أن اموال البستان يجب ان تصرف لفائدة البستان.

 

وحتى عندما ستحاول الجماعة توظيف ما لديها أو ما يمكن أن تعبئه من إمكانياتها الخاصة، للاستفادة من التمويلات التي تمكنها من إنجاز التهيئة وصلاح الطرقات، ستصطدم للأسف بالعجز الكبير في الميزانية الذي يقدر بأكثر من 60 مليون درهم.

 

فأي جهة لا يمكن في الواقع أن تغامر بتمويل مشاريع جماعة مفلسة، وإلا فإن ذلك يعني الارتماء في حضن الخسارة المبينة، حتى لا نقول شيء أخر.

 

في الحقيقة حتى بتذليل كل تلك العقبات، فإن حجم الضرر الذي أصاب البنية التحتية بوجدة لا تكفيه ميزانية المغرب كله، كل المحاور تقريبا متضررة، فكيف سترتب الجماعة أولوياتها.

 

يجب أن نسمي الأشياء بمسمياتها، يجب أن نقول بأن معضلة البنية التحتية ليست وليدة اليوم، وإنما هي نتاج الاهمال الذي طالها منذ عهد الرئيس السابق عمر حجيرة، فبعد التهيئة الشاملة التي شهدتها إبان وجود الوالي محمد ابراهيمي على رأس ولاية جهة الشرق، وبالرغم من الملاحظات التي أدلينا بها في حينه حول طريقة هذه التهيئة، إلا أنه اعقب هذه العملية فترة كمون و إهمال أدت إلى الوضع الحالي.

 

اليوم نحن بحاجة إلى قول الحقيقة، ويجب على محمد عزاوي أن يقول ما يجب عليه قوله، والمرتبط بالامكانيات الحقيقة للجماعة وحدود تحملاتها، حتى لا “يغرر” أكثر بالمواطنين ليعلقوا أمالا وأماني قد لا تتحقق أبدا.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)