مجهودات كبيرة للحفاظ على قطيع الأبقار المنتجة للحليب

في ظل أجواء الجفاف التي لها صلة بقلة التساقطات المطرية، وما تلا ذلك من قلة الغطاء النباتي، تبذل على مستوى جهة الدار البيضاء سطات مجهودات كبيرة للحفاظ على قطيع الأبقار المنتجة للحليب.

وتتوفر جهة الدار البيضاء سطات على أهم شروط إنتاج مادة الحليب، التي تعتبر من بين العوامل المساهمة في تنمية الجهة، حيث تضم الجهة مساحة تقدر بـ 1.3 مليون هكتار من الأراضي الخصبة، أي ما يمثل 62 في المائة من المساحة الإجمالية للجهة ككل.

كما تتوفر الجهة على ساكنة مهمة تنشط في القطاع الفلاحي، وعلى مراعي شاسعة توفر العشب والكلأ والأعلاف للقطيع المنتج للحليب.

وحسب معطيات للمديرية الجهوية للفلاحة، تتوفر جهة الدار البيضاء سطات حاليا على 779.000 من رؤوس الأبقار منها 310.000 رأس من الأبقار الحلوب، كما تتوفر على 2.46 مليون رأس من الأغنام منها 83.000 رأس من الماعز.

وتلعب الأراضي السقوية المقدرة ب 146.436 هكتارا دورا كبيرا في توفير عوامل الإنتاج، إذ توفر 2.1 مليون من كلأ الذرة (الصولجة).

وساهمت المديرية الجهوية للفلاحة بالجهة في عملية استيراد الأبقار الحلوب، من خلال تسهيل عملية الاقتناء وتخصيص دعم مادي مهم للمستوردين، ودعم بناء الاسطبلات وتشجيع عملية التلقيح الاصطناعي لتحسين وتجويد القطيع.

كما ساهمت عدة عوامل أخرى في تطوير الإنتاج داخل تراب جهة الدار البيضاء سطات، التي تساهم ب 24 في المائة من الإنتاج الوطني.

وعرف القطاع تطورا ملحوظا، إذ ارتفعت كمية الحليب منذ انطلاق مخطط المغرب الأخضر سنة 2008، ب 47 في المائة.

ومن أهم العوامل، التي أدت إلى تقدم القطاع المنتج للحليب، وجود قطيع مهم ووحدات تحويل قريبة ( أربع وحدات)، ثم توفر الجهة على شركات لاستيراد الأبقار الحوامل ومدارات كثيرة للتلقيح الاصطناعي، ووجود تجمعات مهنية ذات تجربة وحرفية في الميدان.

وأكدت المديرية أن عوامل مهمة أخرى جعلت الجهة رائدة في إنتاج الحليب، منها الدعم المادي وتوفر مياه السقي وتوفر المنطقة على قطيع مهم من الأبقار الحلوب المستوردة ووجود مدار سقوي مهم يوفر الكلأ والأعلاف، إضافة إلى وجود متخصصين في التلقيح الاصطناعي.

وقال عبد القادر قنديل رئيس الغرفة الفلاحية لجهة الدار البيضاء سطات في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الجهة معروفة على الصعيد الوطني بإنتاجها لمادة الحليب وأن منطقة دكالة وحدها (الجديدة وسيدي بنور) تساهم بكمية مهمة من مادة الحليب، تقدر في 58 في المائة على صعيد الجهة، و18 في المائة على الصعيد الوطني بما يناهز 400 مليون لترا سنويا.

وأضاف رئيس الغرفة الفلاحية أن هذه الكمية تراجعت اليوم بنسبة كبيرة لعدة أسباب منها توالي سنوات الجفاف الذي ضرب الجهة خاصة والمغرب عامة خلال السنوات الخمس الماضية، إضافة إلى ارتفاع كلفة الإنتاج من أعلاف وكلأ وتبن وغيره.

وقدم السيد قنديل مجموعة من الاقتراحات التي يراها كفيلة بالحفاظ على القطاع، منها توسيع مجال دعم الأعلاف المركبة ووضع الكمية اللازمة منها رهن إشارة المنتجين، والاستمرار في ذلك مدة لا تقل عن ستة أشهر، والرفع من قيمة الدعم المخصص للعجلات المستوردة، والتسريع بإخراج مشروع تحلية مياه البحر، ودعم الغاز الموجه للاستعمال الفلاحي ودعم مشروع التزود بالطاقة الشمسية.

وتتوفر منطقة دكالة على 343.103 رأسا من الأبقار تمثل 45 % على الصعيد الجهوي، في حين تتوفر على 826.738 رأسا من الأغنام و1.561 رأسا من الماعز.

وحسب الأرقام الصادرة عن المديرية الجهوية للفلاحة، فإن كمية الحليب المصنعة وصلت إلى 257 مليون لتر أي 68 % من الكمية المنتجة عبر أربعة معامل.

ويصل عدد المنتجين إلى 24.214 منتجا منضوين تحت لواء 320 تعاونية لإنتاج الحليب، كما يوجد 515 مركز تجميع خاص. وتوجد 16 جمعية لتربية الأبقار تابعة للجمعية الجهوية لتربية الأبقار بتراب سيدي بنور، تسهر عليها لجنة تقنية جهوية للحليب تتابع وتراقب وتواكب عملية الإنتاج والتسويق وتساهم في تطوير قطاع إنتاج الحليب. ويوفر القطاع 3.4 مليون يوم عمل في السنة.

و م ع

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)