هجرة التنوع تحوّل “الحلم الأمريكي” لآلاف المغاربة إلى حقيقة

إنطلقت منذ 7 ماي الجاري، عملية تحري نتائج قرعة الهجرة العشوائية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.. موعد ينتظره الملايين سنوياً من مختلف البلدان المؤهلة للمشاركة، خاصة من دول العالم الثالث، معلّقين عليه الآمال لاجتثاثهم من أوطانهم نحو “الحلم الأمريكي”.

 

لا تكشف المصالح القنصلية الأمريكية عن عدد التأشيرات المخصصة للمغرب، غير أنه من المؤكد وفق مصادر إعلامية أن المئات من المغاربة يحالفهم الحظ سنوياً للظفر بالـ”غرين كارد” التي تخول الإقامة في الولايات المتحدة بشكل قانوني.

 

ويفكر 23 في المائة من الشباب المغاربة في الهجرة وفق دراسة لمنظمة “أفرو بارومتر” وتتنوع أسباب الراغبين في مغادرة التراب الوطني للإستقرار بالديار الأمريكية، بين البحث عن عمل او فرص أفضل، أو مناخ الحرية الذي توفره القوانين الأمريكية.

 

شريف.. أنا بتنفس حرية

 

يحكي شريف بلمصطفى، صحفي، أنه اعتبر المشاركة في القرعة “سنّة مؤكدة”، إذ واظب عليها سنوياً قبل أن يحالفه الحظ في المرة العاشرة.

 

يتذكر شريف، الحاصل على ديبلومين في الفلاحة، كيف أنه اضطر للعمل في بيع السجائر بالتقسيط، ومهن أخرى لا علاقة لها بتخصصه، قبل أن يغادر مسقط رأسه ب”ڭرامة” نواحي الريش، إقليم الراشيدية، نحو الرباط بحثا عن فرص أفضل.

 

في العاصمة التقى شريف بالصحفي حميد المهداوي، وبحكم تجربته في التدوين، تمكّن من ولوج ميدان الصحافة عبر موقع “بديل”. ويؤكد شريف أن هذا الميدان “زاد من منسوب اليأس وفقدانه للأمل في تحسين أوضاعه داخل بلده”.

 

استقبل خبر اختياره في قرعة الهجرة برسم عام 2018، بذهول استمر لأيام، وظل غير مصدّق أن حياته ستنقلب رأساً على عقب، وهو ما حدث فعلاً بعد وصوله للديار الأمريكية، يضيف شريف.

 

 

“بعد وصولي لمطار بوسطن، أحسست فعلاً بطعم الحرية، أخرجت هاتفي وأطلقت أغنية جوليا بطرس الشهيرة: أنا بتنفس حرية” يقول بلمصطفى.

 

ويضيف إبن “ڭرامة” أن التنوع الكبير للجنسيات والأعراق واللغات يسهّل الإندماج في المجتمع الأمريكي، إذ لم يجد صعوبة كبيرة في ذلك رغم عدم تمكّنه من اللغة الإنجليزية ما عدا الأساسيات. يستقر حالياً بمدينة “نيو بيدفورد” بولاية ماساتشوستس، حيث يعمل بأحد المطاعم، ويطمح إلى العودة للعمل بميدان الصحافة.

 

هشام.. محظوظ من المرة الأولى

 

أما هشام، 35 سنة، فيقول أن الحظ حالفه من أول مرة يشارك فيها بالبرنامج وكانت عام 2005، مؤكداً أن أصدقاء له سبق لهم أن هاجروا إلى الولايات المتحدة بنفس الطريقة.

 

وكان هشام، المنحدر من تاوريرت، يتابع دراسته في القانون الخاص، قبل أن يغادر إلى الأراضي الأمريكية حيث يعمل مع شركة “أوبر” بمدينة نيويورك.

 

فضلا عن تحسن المستوى المادي، وشروط الحياة المريحة التي توفرها الإقامة في الولايات المتحدة، يؤكد هشام أن الحياة هناك مختلفة تماماً، عن نظيرتها في المغرب، سواء من حيث اجتهاد المواطنين الأمريكيين في العمل، أو التنظيم الفائق في الإدارات ومحطات الحافلات ومختلف المرافق، إضافة إلى الحرية التي توفرها القوانين الأمريكية، والتي تخول لكل مواطن ممارسة حياته بالطريقة التي تناسبه.

 

الحفاظ على التنوع

 

يقول مكتب الشؤون القنصلية بوزارة الخارجية الأمريكية التي تشرف على هذا البرنامج، إن قانون الهجرة والجنسية تضمن فئة من المھاجرین وصفھم بالمھاجرین المتنوعین من مختلف دول العالم التي تتمیز بمعدلات ھجرة منخفضة الى الولایات المتحدة الأمریكیة.

 

وبهدف الحفاظ على تنوع المجتمع الأمريكي، يوفر البرنامج 50 ألف تأشيرة لعام 2020، وهو نفس العدد الذي يوفره البرنامج كل سنة تقريباً، ويدخل المغرب ضمن البلدان المؤهلة للبرنامج، فيما لا تعتبر مؤهلة، الدول التي هاجر أزيد من 50 ألف من مواطنيها إلى الولايات المتحدة، خلال 5 سنوات الماضية.

 

وتجرى القرعة بشكل عشوائي بواسطة الحاسوب، ولا يشكل المستوى التعليمي او المهني او اي معيار آخر، فارقاً في اختياره، غير أن التقدم للبرنامج يتطلب على الأقل الحصول على شهادة الباكلوريا أو خبرة سنتين في احدى المهن المحددة من طرف البرنامج.

 

“المحظوظون” يدعون لملأ استمارة ويطلب منهم الحصول على عنوان سكن ورقم هاتف مواطن مقيم بإحدى الولايات الأمريكية، وتحدد لهم المصالح القنصلية موعداً لإجراء مقابلة شفهية، وبعد إتمام الإجراءات الإدارية تمنح لهم التأشيرة.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)