في مسيرة إحتجاجية لم تشهد مدينة بوعرفة مثلها منذ سنوات عدة، كسرت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بجهة الشرق، أمس الثلاثاء، صمت وهدوء مدينة بوعرفة بالمسيرة الجهوية التي إنطلقت من مختلف أقاليم وعمالة الجهة نحو بوعرفة.
العشرات من السيارات حملت معها العشرات من مناضلي النقابة الوطنية للتعليم، التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، من مختلف المكاتب المحلية والإقليمية للنقابة، للتعبير عن سخطهم تجاه المسؤول الأول عن التعليم بالإقليم.
بعد اللقاء الذي جمعهم في مدخل المدينة نظم الكونفدراليين جولة ومسيرة احتجاجية بالمسيرات جابت أهم شوارع المدينة، قبل أن يستقر بهم المسار أمام مقر المديرية الإقليم للتعليم التي رفعوا أمامها شعارات منددة بالوضع وبكل المشاكل التي يتخبط فيها القطاع.
وكان لافتا تأكيدهم على شعار “إرحل” في وجهة المدير الاقليمي، بل يؤكدون أن المدير هو المسؤول ع خروجهم بقرار هذه المسيرة، وتنظيم هذا الشكل الاحتجاجي أمام مقر المديرية، والذي لم يكن سوى شكل افتتحت به النقابة مسلسلا من الإحتجاجات حتى “إعفاء المدير” من منصبه.
فيديو
قصة العلاقة المتوترة مع المدير الإقليمي، بدأت وفق عبد النبي العفوي، الكاتب الاقليمي للنقابة باقليم فجيج بوعرفة، عندما سعت النقابة إلى التواصل مع المدير الاقليمي لانقاذ المدرسة العمومية من المشاكل التي تعاني منها.
وفي الوقت الذي كان من المفترض أن يتم التعاون، يؤكد العفوي في تصريح لشمس بوست، فإن العكس هو الذي حصل، حيث تفاقمت المشاكل، وأصبح القطاع اليوم يعيش في حالة “غيبوبة”.
وأضاف، أن الحل الوحيد لانقاذ القطاع من حالة “الغيبوبة”، هو تعيين مسؤول جديد على رأس المديرية الإقليمية ببوعرفة.
وأبرز العفوي أنه إلى جانب ما سبق، صدرت عن المسؤول المعني تصريحات “مشينة” في حق الكونفدرالية الديمقراطية للشغل.
نقاط ونتائج بدون دراسة!
من تجليات وضع الاختلال الذي يعيش على وقعه قطاع التعليم في الإقليم، حسب ما جاء على لسان العفوي، كون أن أستاذة بمنطقة تالسيت لم تشأ خلال الالتحاق بمقر عملها، وهي المعينة للتدريس في إحدى الفرعيات بمدرسة جمعاتية، قبل أن يتفاجأ الجميع وإلحاقها بمؤسسة تعليمية بمدينة بوعرفة رغم أن هذه المؤسسة لا تعاني من الخصاص في المادة التي أسندت لها.
وأبرز العفوي، أن النقابة سبق لها أن عبرت عن موقفها بخصوص هذا الامر وطالبت، من المديرية باتخاذ الإجراءات حفاظا على حق التلاميذ في حقهم في التعليم.
غير أن الطامة الكبرى تمكن في أن التلاميذ الذين كان يفترض أن تدرسهم الأستاذة المعنية والذين لم يتلقوا تعليمهم، تمكنوا في النهاية من الحصول على نتائج ونقاط.
وإعتبر العفوي هذا الأمر “تزويرا” خطيرا، إذ لم تعرف الطريقة التي تم سلكها لاتخاذ هذا القرار ومنح النتائج لتلاميذ لم يدرسوا!
إما نحن أو المدير الاقليمي!
“يا حنا يا أنت” هكذا كان رد فعل الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم بجهة الشرق، نجيم أجير، تعليقا على “تصريحات” منسوبة للمدير الإقليمي والتي اعتبرها الكونفدراليين مسيئة للغاية لهم.
وبدا واضحا أن تلك التصريحات التي “تسربت” في تسجيل، تداوله رجال التعليم فيما بينهم، هو من أفاض الكأس في العلاقة بين الطرفين، وعجل بـ”الانزال” الاحتجاجي”، أمس الثلاثاء.
نجيم وفي كلمة باسم المكتب الجهوي، أبرز أن الكونفدرالية لا يمكن لأي أحد أن “يمحوها”، وأن وزراء داخلية في زمن سنوات الرصاص حاولوا ذلك ولم ينالوا مرادهم.
وهدد أزعوم، بمقاطعة الامتحانات المقبلة، ما لم يتم الاستجابة لمطالبة المحتجين، والمتمثلة أساسا في إعفاء المدير الإقليمي.
تعليقات ( 0 )