من هو “موحا” الراعي الذي أشعل “الفايسبوك” رفقة سائحتان فرنسيتان بجبال تنغير؟ – فيديو

لم يكن محمد المكي الملقب بـ”موحا” يعلم –وهو يناول سائحتان فرنسيتان في جبال تنغير خبزة- أن صورته ستعبر العالم وتنتشر على نطاق أوسع مما يتخيّل وهو المُحاط بجبال الأطلس الصغير والأطلس الكبير والمنهمك في إيصال المؤونة لوالده المرابط في السفوح الساهر على قطيع من الأغنام والماعز.

 

المكي البالغ من العمر 35 سنة، شاب عازب يعيش حياة البدو الرّحل، يتناوب ووالده على رعي قطيع الأغنام والماعز في سفوح تنغير أسبوعاً لكل واحد منهما، يقضي يومه يرعى وفي الليل يحتمي من البرد والصقيع بكهف وغطاء بلاستيكي ويقتات على ما يحضره من “الفيلاج” حيث تعيش أسرته.

 

هي حياة قاسية بدت جلية على وجه “موحا” وهو يتحدّث بعفوية إلى السائحتين الفرنسيتين اللتين أعجبتا بكرم رجل لا تبدو عليه مظاهر “العيش الكريم”.

رغم صعوبة العيش والعزلة عن “حياة التمدّن”، فاجأ المكي متابعي الشريط باستطاعته التواصل مع السائحتين باللغة الفرنسية، فقد كان واضحاً أنه يفهم كل ما تقولانه وتمكّن من الرّد على أغلب أسئلتهما وإن بصعوبة.

 

ما أثار إعجاب المغاربة والأجانب المعلّقين على الفيديو على منصة “يوتيوب” هو رفض المكي تسلّم ثمن الخبزة التي ناولها السائحتان، رغم إلحاحهما على الدفع إلا أنه أصر على الرفض قائلاً: “C’est un cadeau أي إنها هدية مني”.

 

أكثر من ذلك، فالرجل وافق على اصحابهما إلى حيث يبيت والده الذي كان في رحلة رعي، وهو ما يمثّل بالنسبة للسائحتان فرصة للتعرّف أكثر على طبيعة عيش البدو الرّحل في هذه المناطق الصعبة ذات التضاريس الوعرة والمناخ القاسي، وقد بدا ذلك واضحاً عليهما وهما يتفقدان مكان نوم والد “موحا” والغطاء البلاستيكي الذي يتّخذه غطاء في الليل.

 

المغاربة الذين تابعوا الفيديو بفخر واعتزاز، أشاروا إلى أن المكي أصلح ما أفسده الإرهابيون الذين ذبحوا سائحتان إسكندنفيتان في جبل ضواحي قرية إمليل في دجنبر 2018.

 

في المقابل، يرى آخرون أن السائحتان الفرنسيتان أظهرتا للعالم جانباً من المغرب المنسي أو “غير النافع” الذي يأوي آلاف الأسر تحت رحمة الطبيعة التي لا تكون “رحيمة” معهم دائماً.

جانب آخر من حياة محمد المكي كشفه أحد صانعي المحتوى على “يوتيوب” في شريط نشر على المنصة ذاتها، هو أن “موحا” يصنع لوحات فنّية بديعة عبر النقش على الحجر.

وأكد أنه بدأ في ممارسة هذه الهواية –التي لا يريد منها عائداً مادياً- منذ سنة 1997، ويطمح “موحا” عبر هذه اللوحات إلى المساهمة في إغناء التراث الوطني.

يطمح “موحا” كذلك، إلى فك العزلة على منطقته لتسهيل العيش وممارسة المهنة التي لا يجيد غيرها والمتمثّلة في الرعي، غير أنه أبدى عدم رضاه على قانون 13-113 الذي يلزم ممارسي الترحال الرعوي الراغبين بالتنقل في ربوع المملكة للرعي التوفر على ترخيص يدعى ”ترخيص الترحال الرعوي”، مشيرا الى أن الرحل باتوا يواجهون صعوبة في العثور على مناطق للرعي.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)