الإشاعة تستغل العاطفة وتقتل المشاهير.. مبادرة تصرخ: “ماتبارطاجيش”

أدى الإنتشار المتزايد لاستخدام شبكات التواصل الإجتماعي بالمغرب، إلى بروز مظاهر سلبية على رأسها انتشار الإشاعات والأخبار الكاذبة، التي يكون الهدف من ورائها في معظم الحالات، دفع المستخدم إلى “البارطاج”، وبالتالي زيادة عدد متابعي الصفحات، أو الحصول على زيارات للمواقع الربحية.

 

الإشاعة تقتل..

 

الأخبار الكاذبة ترتبط في الغالب، بمواضيع حساسة ومثيرة، إذ يعمد مروجوها إلى ادعاء تعرض مشاهير لحوادث سير أو أمراض خطيرة، كما قتلت الإشاعات مشاهير مغاربة عدة مرات، كما هو الشأن بالنسبة للحاجة الحمداوية، التي قالت لشمس بوست أن خبر وفاتها تم تداوله سبع مرات من طرف وسائل الإعلام، التي تنقل عن مصادر غير موثوقة دون تحرّي الحقيقة.

وفي مارس المنصرم، تداولت صفحات على موقع فيسبوك، خبر وفاة الإعلامي الشهير محمد البوعناني، قبل أن ينفي مصدر مقرب منه الخبر.. وجاء ذلك بعد فترة قصيرة من تداول صورة قيل أنها له بعدما تدهورت حالته الصحية، ليتبين فيما بعد أن الصورة لشخص آخر.

وقتلت الإشاعات أيضاً، خلال يناير الماضي، الفنان الشعبي حجيب، قبل أن يتبين أن الموت غيب شقيقه بعد معاناة طويلة مع المرض. كما استغلت صفحات على فيسبوك، غياب سعد المجرد عن الشبكات الإجتماعية، لتقول أنه لقي حتفه في حادثة سير بباريس في دجنبر 2018، وجرى ترويج ذات الخبر عن الفنان الدوزي خلال شهر يوليوز من ذات السنة، قبل أن ينفي مدير أعماله الخبر جملة وتفصيلا.

 

اللعب على العاطفة والفضول

 

تهدف الأخبار المختلقة، والتي ترفق أحياناً بصور أو مقاطع فيديو مفبركة إلى الربح باستغلال مشاعر المستخدمين عن طريق نشر صور لحالات إنسانية عن طريق حسابات مزيفة، مع إرفاقها برقم الحساب البنكي أو رقم الهاتف لتلقي تبرعات.

وتنشر صور لضحايا كوارث طبيعية بمختلف بقاع العالم، على أنها لفلسطينيين ضحايا الإحتلال الإسرائيلي، أو لمسلمي الروهينغا المضطهدين بميانامار، كما تنسب لأقلية الإيغور المضطهدة بالصين.. وترفق بعبارات تدعو لمشاركة الصور لنصرة الإسلام، ويكون الهدف من وراء ذلك توسيع قاعدة المعجبين بالصفحة أو الحساب صاحب المنشور.

أما حينما يبحث ناشر الإشاعة عن الضغطات على الروابط، فيلجأ إلى اختلاق أخبار الفضائح، والتي تسببت في كثير من الأحيان في مشاكل نفسية وأسرية لمشاهير، كما حدث مع الفنان طهور، الذي نشرت صفحات مقطع فيديو لفتاة تونسية في وضعية حميمية، على أنه لإبنة الفنان الشعبي.

كما تنتشر من حين لآخر روابط تتحدث عن مباريات توظيف وهمية، فضلاً عن دعوات للمشاركة في قرعة للهجرة إلى كندا، أو إحدى الدول الأوربية، وهو ما لا وجود له في أنظمة الهجرة المتبعة في هاته البلدان.

 

من المستفيد ؟

 

يقول الباحث في تراث العيطة، نسيم حداد، في تصريح لشمس بوست عقب إشاعة وفاة الحاجة الحمداوية، إن ترويج هذه الإشاعات هي مسألة غير إنسانية، ولا أخلاقية، يكون وراءها بعض رواد الفايسبوك الذين ينشرون الإشاعات، ثم ينتشر الخبر عبر وسائل الإعلام دون التأكد منه لأغراض.

غير أن بعض الفنانين، قد يكونون وراء اختلاق هذه الإشاعات يضيف الباحث، موضّحاً أن الفنان حين يغيب عن الساحة الفنية لمدة طويلة، قد يعمد إلى اختلاق إشاعات حول نفسه، بغرض تسليط الأضواء عليه من جديد.

 

مبادرة لكشف الأخبار الكاذبة

 

أطلق شاب مغربي مبادرة على الشبكات الإجتماعية تحت إسم “ماتبارطاجيش”، تهدف، وفق ما جاء في وصفها، إلى محاربة الإشاعات والمعلومات المغلوطة المنتشرة على مواقع التواصل الإجتماعي.

وتنشر المبادرة بشكل يومي، على موقعي فيسبوك وإنستغرام، أخبار كاذبة وصور و مقاطع فيديو مفبركة، مع إرفاقها بتوضيح حول حقيقتها.

وقال مؤسس المبادرة، محمد مهدى، البالغ من العمر 27 سنة، إن “ماتبارطاجيش” تهدف إلى كشف جميع أنواع الإشاعات والتزييف والتضليل المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا بين المغاربة.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)