البث المباشر في زمن الكورونا.. جمعيات بالشرق تخلق الحدث وتواصل أنشطتها “رقميا”

تسبب الإغلاق الشبه الكامل في مختلف بلدان العالم بسبب التفشي المهول لوباء كوفيد-19 ، و فرضت تطورات إنتشار الوباء، إجراءات إستثنائية وسط مخاويف من إنهيار الإقتصاد العالمي وعجز النظام الصحي بعدد من البلدان المتضررة، وفي هذا السياق، لجأت عدد من بلدان العالم إلى تطبيق الحجر الصحي من أجل مواجهة الوباء والحد من إنتشاره، وعلى غرار ما قامت به معظم بلدان العالم، قرر المغرب تطبيق الحجر الصحي وإعتباره الحل الأمثل لمحاربة كوفيد-19.

 

قرار المغرب منع التجمعات وإلغاء الأنشطة الثقافية والدينية والرياضية، فرض على عدد من الهيئات، والجمعيات التي تعنى بالشأن الثقافي، إلى مواصلة أنشطتها الثقافية، عبر تقنيات البث المباشر عبر الشبكات الإجتماعية، التي لقت تفاعلا مهما من طرف رواد هته المنصات، والتي يعتبر العديد من المحللين انها تدخل في إطار رسم خارطة جديدة لعالم جديد، ستكون فيه الشبكة العنكبوتية، محركا أساسيا للعديد من الأنشطة التي ستنتقل من الواقع إلى الرقمي.

 

 

وفي هذا الصدد ربطت شمس بوست الإتصال مع عدد من الجمعيات والمؤسسات التي كانت سباقة لإعتماد هذه التقنية في انشطتها التربوية والثقافية، بجهة الشرق.

 

البث المباشر  في خدمة العلم

 

اكد الأستاذ جمال يوسفي، المسؤول عن التواصل بدار العلوم لجهة الشرق، في تصريح للموقع قائلا: ” إنها الحاجة ليس إلا.. مع هذا الحجر الصحي، طرح علينا في دار العلوم لجهة الشرق نفس السؤال الذي طرح على الجميع: كيف تستمر الأنشطة عن بعد؟ فكان أن تقرر أن تتقاسم دار العلوم مع العموم عينات من أنشطتها: – ورشات لتبسيط العلوم – مسابقة وطنية للاطفال في تبسيط العلوم – ورشات تكوينية في ميادين علمية – مقهى للعلوم كفضاء للحوار.. وهذه هي في الواقع مجمل أنشطة دار العلوم في الأيام العادية”.

 

 

وأشار المتحدث إلى أن “الخلاصة أن هذه الطريقة للتواصل يجب أن تستمر بعذ الحجر بالموازاة مع الأنشطة الحضورية.. وهذه من بين مزايا هذا الحجر والذي نسأل الله تعالى أن يخرج الإنسانية منه وهي أكثر إنسانية من ذي قبل..”

 

البث المباشر في خدمة الشباب والثقافة

 

من جهته قال إدريس الفاتح هادف، رئيس جمعية العابرون في تصريح خص به الموقع، انه، “منذ إعلان الحجر الصحي في بلدنا بدأنا التفكير جديا في برمجة رقمية لأنشطتنا، فتواجدنا المهم على وسائل التواصل الاجتماعي و كفاءات أعضاء جمعيتنا تمكننا من التأقلم، فكانت البداية بتطوير طريقة اجتماعاتنا داخليا لتدارس المواضيع الممكن التطرق إليها و كذلك التواصل مع المتدخلين الذين وافقوا دونما تفكير على برنامجنا”.

 

وأضاف هادف في تصريحه ان الأنشطة الأخيرة للجمعية عبر تقنية البث المباشر حظيت بمتابعة مهمة ومشاهدات عالية، منذ بداية النشاط الأول والذي إستضاف الفنان حميد بوشناق، الذي تطرقت الجمعية من خلاله لقصة الفنان الذي ينتمي لشرق المغرب، ثم تلتها حلقة حول الذكاء العاطفي، وحلقة اخرى تناولت فيها الجمعية موضوع “الفنان و الحلم المغاربي” مع محمد جبارة و “دجام” ، بمشاركة الكاتب والشاعر سعيد هادف من الجزائر.

 

وتابع هادف ان الجمعية “بصدد التحضير للقاء لتبادل الأفكار و تحضير توصيات لوزارة الثقافة لتسوية وضعية الفنان الموسيقي في زمن الجائحة، مع براهيم المزند مدير مهرجان موسيقى بدون تأشيرة، والفنانة الجميلة سكينى فحصي و الفنانة المتألقة سميرة براهمية”، مشيرا الى ان اجمعية تبقى منفتحة على مختلف الإقتراحات التي الشباب.

 

البث المباشر في خدمة التوجيه

 

قال محمد معاش رئيس جمعية المبادرة الشبابية للتوجيه، وهي جمعية تهتم بقضايا التعليم بصفة عامة والتوجيه بصفة خاصة، في حديثه للموقعه، انه، “ونظرا لحاجة التلاميذ الماسة إلى مساعدتهم في اختيار توجيه صحيح وبالتزامن مع ظروف الحجر الصحي وتحول كل الأنشطة إلى أنشطة عن بعد قررنا استكمال القافلة التوجيهية التي كنا نقوم بها في المؤسسة من خلال اطلاق برنامج أسميناه TAWJIH2.0 هذا البرنامج الذي نستضيف خلاله مجموعة من الطلبة او المتخرجين من مؤسسات التعليم العالي من أجل تقاسم تجاربهم ومعلوماتهم مع التلاميذ عبر تقنية البث المباشر من خلال صفحتنا على الانستغرام”.

 

فالهدف الأساسي من هذا البرنامج يضيف المتحدث، “هو استمرارية أنشطتنا واستمررانا في أداء وظيفتنا ومساعدة التلاميذ على الاختيار الصحيح”.

 

البث المباشر في خدمة الفنون وثقافة الحوار

 

في تواصلنا مع جمعية مجموعة تزوري، أكدت الجمعية للموقع، ان تدابير الحجر الصحي وحالة الطوارئ الصحية المقررة بالبلاد، دفعت الجمعية الى خوض تحدٍ جديد، من خلال الإشتغال على البعض من أنشتطها عبر تقنيات البث المباشر، وأضافت الجمعية، ان البث المباشر اتاح للعديد من النشطاء، متابعة انشطة الجمعية من خلال منازلهم، كما اتاح للجمعية ايضا إستضافة، عدد من الوجوه الفنية والثقافية في انشطتها، وبعضهم يتواجد خارج ارض الوطن.

 

وأكدت الجمعية، انه من الواجب في الوقت الحالي الإعتماد على وسائل التواصل الحديثة من أجل بناء مجتمع حديث، تتاح فيه المعلومة للجميع، وتكون فرص المتابعة متساوية، حيث سيتمكن الأفراد من التعبير عن أرائهم بشكل سهل، وبالتالي المساهمة في الرفع من درجة الوعي المجتمعي، وكسر النمطية التي يفرضها الواقع احيانا.

 

البث المباشر في خدمة السينما وصناعة المحتوى

 

جمعية رسالة الفن، وفق بلاغ لها توصل شمس بوست بنسخة منه، قررت هي الأخرى الإشتغال على بث برامج متنوعة، تهم مواضيع السينما، صناعة المحتوى الرقمي، وفي هذا السياق قررت الجمعية تنظيم مسابقة ” لقطارت ” لأحسن محتوى مرئي ابداعي من داخل المنزل ، تهدف المسابقة لتشجيع الشباب على إنتاج مقاطع فيديو منزلية تحاكي انشطتهم المنزلية خلال فترة الحجر الصحي .

 

وقالت الجمعية ان هذه المسابقة تدخل في إطار الأنشطة الهادفة لتكوين وتحسيس الشباب حول اهمية وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة للتعبير والمشاركة الفعالة ونشر قيم المواطنة، المندرجة تحت برنامج مشروع أكاديمية صناعة المحتوى الرقمي الممول من طرف الإتحاد الأوروبي من خلال برنامج دعم المجتمع المدني بالمغرب.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)