سعيد بن داويد.. النبي المبعوث رحمة للفايسبوكيين !

على خطى صاحب كنز “سرغينة”، الذي أخرج خلال شهر رمضان الماضي، مئات المواطنين، حلوا من القرى والحواضر، للمشاركة في عملية استخراج كنز، ادعى صاحبه أنه يقع تحت جبل سرغينة في بولمان، عاد جدل “الخوارق” إلى الواجهة بعد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، منذ أسبوع، أشرطة مصورة، ومعها تدوينات فيسبوكية، لسعيد بنجبلي، يدعي فيها اكتشافه ” معجزة” سيعلن عنها قبل نهاية شهر رمضان، في خطوة جعلته “النبي المبعوث” رحمة لشعب الفايسبوك!

 

موقع “شمس بوست” بحث في سيرة ” نبي الفيسبوك”، ونقل لقرائه المسكوت عنه في واقعة ” الاكتشاف المعجزة” !

 

من يكون بنجبلي؟

 

ولد بنجبلي بإقليم الجديدة، وتابع دراسته بكلية الآداب بجامعة شعيب الدكالي تخصص الدراسات الإسلامية، قبل أن ينتقل إلى مدينة فاس، حيث بدأ مشوارا دراسيا جديدا بكلية الشريعة، تزامنا مع انخراطه في التنظيم الطلابي لجماعة العدل والإحسان.

 

مؤشرات ” النبوءة الفيسبوكية”.. اللون الأسود !

 

من تابع دراسته بكلية الشريعة بمدينة فاس، خلال الموسم الدراسي 2004/2005، يعرف سعيد بنجبلي، الطالب العاشق للون الأسود، بل حتى حقيبته كانت ” ترتدي” الأسود”.

يتذكر عدد من طلبة كلية الآداب سايس كيف كان بنجبلي يقطع المسافة بين كلية الآداب وكلية الشريعة مشيا، ممسكا بحقيبته التي لم تكن تفارقه، ومسرعا في خطواته، وكأن غرضا مستعجلا ينتظر قضاءه.

 

الحلقية الطلابية.. الكوميديا !

 

لم تكن الحلقية الطلابية التي يؤطرها بنجبلي علمية مائة في المائة، ولم تكن مطلبية في عمقها، وإنما كانت تمزج بين الجد والهزل، بل يغلب عليها طابع الترفيه، حيث كان “سعيد بن داويد”، يعمد إلى توظيف حركات، وتشبيهات.. للسخرية من خصومه، سواء الفصائل الطلابية الأخرى، أو السخرية من بعض السياسيين إبان الشروع في تنزيل مخطط الإصلاح الجامعي.

 

طريقة حديثه داخل الحلقية الطلابية كانت توحي بأنه “ماشي لباس”، خاصة حينما يجنح لـ” الحرب”، واقتحام قاعات الدرس، وإعلان المواجهة ضد القوات العمومية، والمشترك بين هذا وذاك هو أن صراخ “بن داويد” كان يسمع على مسافة بعيدة، مرددا “واك واك أعباد الله”.

 

إعلان الاكتشاف ” المعجزة” !

 

قال بنجبلي، العضو السابق في التنظيم الطلابي لجماعة العدل والإحسان بكلية الشريعة في فاس، أنه سيعلن عن ” الاكتشاف المعجزة” قبل نهاية شهر رمضان، وأن ادعاءه سيكون حديث العام والخاص يوم عيد الفطر، دون أن يوضح طبيعة هذا الاكتشاف، الذي قال إنه موثق بشكل أكاديمي، وليس فيه أشياء قابلة للظن.

 

وأضاف بنجبلي، الذي يقول إنه لم يعد مؤمنا، أن اكتشافه سيؤثر على مصر، والمغرب، كما سيؤثر على الأديان جميعها، خاصة اليهودية والمسيحية والإسلام.

وفي ادعاء يكشف حجم تغلغل ” الوهم” في شعوره، قال بنجبلي إن يوم الخميس المقبل سيكون عيدا، لأنه سيشهد نزول “سيدو لخضر”، ويوم الجمعة ستتحول الأرض إلى جنة، لأنها ستكون ” يوم القيامة”.

 

صاحب كنز ” سرغينة” عاد من جيد.. !

 

ادعاءات بنجبلي، ابن منطقة دكالة، الذي هاجر إلى أمريكا عن طريق القرعة السنوية، جرت عليه وابلا من السخرية، بعد اتهامه ب” الحمق”، وتشبيهه بصاحب كنز جبل سرغينة، بالنظر إلى “الخرافات التي يدعيها”.

 

حيث دعا له الكثيرون بـ” الشفاء”، ونصحه آخرون بزيارة طبيب نفساني، ليخلصه من” حالة الاغتراب الروحي والفكري”، فيما ذهب نشطاء إلى أن المسألة لها علاقة برهان الرفع من معدل مشاهدة أشرطته، وتتبع صفحته الفيسبوكية.

 

وتساءل الكثيرون كيف تزامن ظهور ” بن داويد” مع الذكرى الأولى ل” صاحب كنز سرغينة”، الذي قال إن دفينة لا تفنى متواجدة تحت جبل سرغينة نواحي منطقة بولمان، قبل أن يتأكد سقوط مئات المواطنين في فخ ” أحمق بالوراق”.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)