تتحول الشبكات الإجتماعية مع بداية كل شهر رمضان، إلى مطابخ تعجّ بصور موائد الإفطار، والتي يقوم بنشرها مستخدمو هذه الشبكات.
و يقومون بتزيين الموائد قبيل موعد آذان المغرب، بما لذّ وطاب من المأكولات ليتم تصويرها ونشرها على منصات الشبكات الإجتماعية.
ويختلف العديد من مستخدمي هذه الشبكات مع هذا الفعل، حيث يعتبرون تصوير مائدة الإفطار المليئة بالمأكولات، تفاخر وتباهي، وأن ناشري هذه الصور لايراعون مشاعر الآخرين ممن لا يستطيعون توفير مائدة بهذا الشكل.
حملة لا لتصوير المائدة
وفي السياق ذاته، أطلق نشطاء مغاربة بمواقع التواصل الإجتماعي، حملة من أجل الحد من انتشار صور موائد الإفطار التي يتداولها مستخدمو الشبكات الإجتماعية، وذلك إحتراما لمشاعر الفقراء، والذين جاء شهر رمضان من أجل الإحساس بمعاناتهم مع الجوع و الحاجة، على حد قول النشطاء.
وكتب أحد المشاركين في هذه الحملة “حملة وطنية شعارها : “لا لتصوير مائدة الإفطار” احتراما لمشاعر المحتاجين، اللذين لا يستطيعون توفير مائدة شهية للإفطار”.
فيما كتب شخص أخر، “تحت وسم “لا لتصوير مائدة الإفطار”.. مغاربة يطلقون حملة لتجنب تصوير الموائد خلال شهر رمضان احتراما لمشاعر الفقراء”.
من جهة أخرى يختلف البعض الأخر حول هذه القضية، ويعتبرون ان نشر صور الموائد هو أمر عادي، مبررين رأيهم بأن من لا يستطيع توفير مأئدة غنية بالمأكولات، لا يملك هاتفا ذكيا من أجل مشاهدة هذه الصور التي تنشر على مواقع التواصل الإجتماعي، بمعنى أن إستخدام الشبكات الإجتماعية يقتصر فقط على من يوفرون موائد بهذا الشكل.
كما يعتبرون أيضا أن هذا التصرف حرية شخصية، وأن صفحات التواصل، ومواقع “الإنترنت” مملؤة بصور وصفات لأطباق رئيسية وحلويات، وغيرها الكثير.
دراسات علمية حول تصوير الطعام
وفي سياق متصل قالت دراسة حديثة نشرت في جريدة Journal of Consumer Marketing، أن عشاق نشر صور طعامهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي يستمتعون بطعامهم أكثر من الأشخاص الذين لا يفعلون المثل!.
وتوضح الدراسة أن تصوير الطعام والاحتفال به بهذه الطريقة يجعل طعمه أفضل، وذلك لأن تأجيل تناول الطعام لدقائق معدودة يجعل حواسك في حالة ترقب حتى تقوم بتناوله بالفعل.
وخلافا لهذه الدراسة، فهناك دراسة أخرى أقامها باحثون كنديون أواخر عام 2013، توصلت إلى أن تصوير الطعام يعكس أمراضاً نفسية واضطرابات شخصية يمر بها من يقومون بهذا الفعل.
تعليقات ( 0 )