مأساة..عمي عزوز..قتله الفقر قبل السرطان و يتّم أبنائه الـ7

 

عمي عزوز، رجل في عقده السادس، ينحدر من مدينة جرادة، إنتقل أمس إلى جوار ربه، بعد صراع مع مرض سرطان الرئة.

 

رحل عمي عزوز، وخلف ورائه 7 أطفال صغار، بالكاد يميزون بين ما يقع حولهم.

 

عمي عزوز مات مرتين، على حد تعبير بعضهم مجازا، للتأكيد على قساوة الحياة التي عاشها، مات عندما لم يجد الإمكانيات المادية اللازمة لتلمس العلاج وزيارة الطبيب.

 

 ومات عندما تمكن منه المرض الخبيث الذي يسقط يوميا العديد من الفقراء بعضهم في صمت والبعض الأخر بعد صراعات على أبواب المشافي المغربية.

قصة عمي عزوز، إنتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي، بفضل الشاب محمد وحود، وهو شاب نشيط في مجال العمل الخيري، بمدينة وجدة والمنطقة الشرقية.

 

بث عبر حسابه الشخصي على موقع فايسبوك، نداء للتعاطي مع حالة عمي عزوز، مرفقا بصور تظهر حياة الفقر المدقع التي كان يعيشها رفقة أبنائه الصغار.

ولقي هذا النداء تجاوبا كبيرا من رواد الموقع ذاته، حيث تجاوزت عدد المشاركات 4 ألاف مشاركة للمنشور الذي خطه وحود.

 

بفضل هذا التفاعل الكبير، تمكن عمي عزوز في البداية من ضمان مكان للعلاج في المستشفى الجامعي بوجدة، غير أن الأجل كان قد حان في عز بداية هذه الرحلة.

 

بعد الإعلان عن وفاته، كتب وحود رسالة مؤثرة، قال فيها : “ولكل بداية نهاية، ولكل أجل كتاب..بعد التحاليل و السكانير.و التخطيط، و كل ما طلب منا، حتى من أدوية، و لآخر لحظة اتضح ان عمي عزوز كان يعني من سرطان في الرئة قد انتشر له في العظام، و هو سبب كل المضاعفات”.

وأضاف “مع الأسف الفقر كان الحاجز أمامه ليزور الطبيب في الوقت المناسب، اليوم وافته المنية بعد صراع و قتال من أجل الاستمرار، لكن السرطان في بلاد الفقراء اقوى..مات و قد ترك ورائه 7 أطفال صغار جدا”.

 

واسترسل في الحديث “الحمد الله توصلت زوجته بالكثير من المساعدات و هناك وعود من جمعيات للتكفل بهذه الحالة، و لنتمم ما بدأنا من خير، سوف اضع لكم رقم حساب زوجته، في هذا المنشور بعد يومين او ثلاث، قصد مساعدة الأطفال،

لانه و حسب تحليلي للأمر، أن الله اراد ان يضمن لأولاده رزقا ليقتاتو منه، بعد إقتراب أجله، فكنتم انتم من اختاركم الله لمساعدته،سواء بالنشر، او بالمال او بالدعاء و هو اضعف الإيمان”.

وفي حقيقة الأمر فالكثير من المواطنين وبالخصوص في المنطقة الشرقية والريف، هذه المنطقة التي تعرف زيادة متواصلة في حالات الاصابة بالسرطان، يجدون صعوبات كبيرة في ضمان الحصول على العلاج، خاصة أمام التكاليف الباهظة.

 

ورغم أن الفقراء الذين يفترض أنهم يتمتعون بنظام المساعدة الطبية “راميد”، تمكنهم من العلاج المجاني من هذا المرض الفتاك، إلا أن العديد منهم يصطدمون بالبيروقراطية في تلقي العلاج، وفي كثير من الحالات بالضغط على الوحدات الاستشفائية وبالخصوص مركز الأنكولوجيا بطريق جرادة، وحتى بغياب بعض الأدوية والعلاجات التي تدخل في بروتوكول علاج بعض السرطانات.

 

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)