فلسطين والقانون الدولي الإنساني: أية عدالة ..ندوة لطلبة ماستر حقوق الانسان بوجدة

نظم طلبة ماستر الديناميات الجديدة لحقوق الانسان، يوما دراسيا تحت عنوان “فلسطين والقانون الدولي الإنساني: أية عدالة”، وذلك يوم الأربعاء 14 يوليوز 2021.
وقد احتضن مقر العيادة القانونية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بوجدة، فعاليات هذا اليوم الدراسي الذي شارك فيه مجموعة من الأساتذة الجامعيين ونخبة من طلبة الماستر، كما عرف حضورا مكثفا من طلاب الفوجين الأول والثاني من ماستر الديناميات الجديدة لحقوق الإنسان.
و قدمت الطالبة “فاطمة الزهراء عامر” مسيرة الجلسة الكلمة الافتتاحية لليوم الدراسي رحبت من خلالها بالحضور الكريم، ثم تلتها المداخلة التقديمية للدكتور “لؤي عبد الفتاح” مؤطر مادة القانون الدولي الإنساني، حيث قام الأستاذ بإبراز الإطار العام لموضوع اليوم الدراسي واعتباره تتويجا لسلسلة من الحصص في المادة، طيلة الموسم الدراسي 2021/2020، ونوه بالمجهودات الجبارة لطلبة الماستر على تنظيمهم لهذا اليوم الذي جاء في سياق التوترات التي عرفتها فلسطين مع اسرائيل، كما رحب الأستاذ بهكذا مبادرات تسعى إلى تنزيل ما تم اكتسابه من معارف ومهارات في إطار حصص تطبيقية تعزز التكوين العلمي للطالب.
وهكذا تقدم الطالب أيوب عمراوي بورقة بحثية معنونة ب “الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية والقانون الدولي الانساني: نظرة عامة” حيث تناول أربعة محاور عرج فيها على الاحتلال وفق النصوص القانونية، نطاق وتعريف الاحتلال وأهم المبادئ التي تنظمه، الواجبات والقيود المفروضة على سلطات الاحتلال، وأخيرا حماية الأموال والأعيان تحت سلطات الاحتلال.
المداخلة الثانية كانت بعنوان “الأبعاد القانونية للجدار الإسرائيلي العازل على الأراضي الفلسطينية” من إنجاز الطالب توفيق بوتسغونت، قدم الطالب في مداخلته لمحة تاريخية حول الجدران في العالم، ثم من خلال مادة سمعية-بصرية تناول مسار بناء الجدار العازل في فلسطين، ليعرج على مواضيع الجدار والقانون الدولي الإنساني، تأثير الجدار على الحقوق المدنية والسياسية وكذلك الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ثم تناول في الأخير مسألة الجدار ومحكمة العدل الدولية.
وفي ورقة بحثية ثالثة تناول الطالب محمد اباسعيد في مداخلة معنونة ب “المركز القانوني للأسرى الفلسطينيين”، حيث تطرق إلى مفهوم أسير الحرب من خلال القانون الدولي الإنساني وقدم لمحة عن وضع الأسرى الفلسطينيين الموجودين في سجون دولة الاحتلال.
آخر المداخلات بعنوان “فلسطين والمحكمة الجنائية الدولية: بداية العدالة الجنائية” من إنجاز الطالبة خولة يعكوبي، تم التطرق في هذه المداخلة الى ممارسة اختصاص المحكمة بالنظر في الجرائم المرتكبة في فلسطين، نطاق اختصاص المحكمة الجنائية الدولية، وكذلك محاولات الفلسطينيين في تحريك الدعاوى امام المحكمة الجنائية الدولية وأهم النقط التي خلصت إليها هذه المحكمة بخصوص العدالة الجنائية في فلسطين.
بعد ذلك قدمت مسيرة الجلسة تلخيصا عاما لمختلف المواضيع التي تم عرضها وفتحت باب المداخلات والأسئلة، الذي تميز بتفاعل كبير من طرف جميع الحاضرين من كلا الفوجين، الذين أثروا النقاش بمجموعة من المداخلات والأسئلة الموجهة للطلبة العارضين.
كما قدم الدكتور “محمد السعدي” المنسق البيداغوجي للماستر، مداخلة هامة حول الاختلالات التي تعرفها المنظومة العربية بميدان التكوين في هذا الحقل المعرفي، كما انصبت مداخلته على إبراز دور المحكمة الجنائية الدولية، باعتبارها آلية من آليات تنفيذ القانون الدولي الإنساني في النزاع الفلسطيني الاسرائيلي، خاصة وأن فلسطين أصبحت طرفا في نظام روما الأساسي. مما فتح بمداخلته آفاقا رحبة للطلبة الباحثين من خلال إضاءة عتمات مظلمة لم ينتبهوا إليها من قبل في مجال القانون الدولي الإنساني.
ليقدم بدوره الدكتور “لؤي عبد الفتاح” مداخلة قيمة بمعرض اليوم الدراسي، وذلك لكونه مختص وله خبرة وتجربة ضالعة في تدريس مادة القانون الدولي الإنساني، حيث تطرق الأستاذ إلى مدى التزام سلطة الاحتلال بتنفيذ القانون الدولي الانساني واتفاقيات جنيف الأربع، بالرغم من رفض الحكومة الاسرائيلية الاعتراف بها. وكيف يمكن إقرار المسؤولية الدولية لسلطة الاحتلال على الجدار العازل، هذا إلى جانب التأكيد على ضرورة التشبث بمضامين القانون الدولي الانساني حتى يتأتى استثماره لصالح الشعب الفلسطيني المقهور.
وفي الأخير، استرسل الطلبة العارضين في الإجابة على مجموع التساؤلات التي تمت إثارتها بمعرض اليوم الدراسي، لتختتم مسيرة الجلسة الفعالية بتجديد التهنئة للجميع ودعوة الحضور لحفل شاي أقيم على شرفهم، تتويجا بنجاح هذا النشاط الذي سيظل راسخا في ذاكرة ماستر الديناميات الجديدة لحقوق الإنسان، والذي كان حافلا بكل أشكال التكوين والتأطير في ميدان القانون الدولي الإنساني.
شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)