بعد “صراع العروش” بدأ صراع “الڭروش” في وجدة؟

بعد الموسم الثامن من سلسلة/مسلسل “صراع العروش”، المستوحى من نص “لعبة العروش”، والذي يرصد صراع سبع عائلات للسيطرة على العرش الحديدي، وهي سلسلة تتناول مجمل القضايا المهمة في المجتمعات البشرية من طبقية اجتماعية ودين وحرب وجريمة وغيرها من القضايا، بعد انتهاء هذه السلسلة ظهرت سلسلة أخرى باسم “صراع الڭروش”، محصورة في المكان وحتى الزمان!

 

أما الزمان فهو يزيد عن بضعة أشهر وفي الحقيقة منذ سنة وحتى الآن، و مرشح ليتمدد حتى نهاية الإنتخابات المقبلة وقد يستمر، والمكان ليس سوى مدينة وجدة!

 

وعن قصة الصراع دعوني أحدثكم عن التفاصيل الأتية:

 

تجري اليوم حرب طاحنة بين منتخبين اثنين، ينتميان لنفس الحزب، صراعهما يدور حول من يستأثر بقبول كبيرهم في الحزب، لينال الرضا وتكون له الكلمة إما في تزعم لائحة الحزب في الانتخابات الجماعية بالنسبة لأحدهما، و فرض مرشح من اختياره بالنسبة للثاني!

 

لكن هذا الصراع على وضع اللائحة، هل هو مبرر للدرجة الذي يجعلهما يدخلان في حرب تكسير العظام في السر والعلن؟

 

الظاهر أن الصراع، هو صراع مواقع إنتخابية، لكن الحقيقة غير ذلك، الحقيقة تخفي صراع “كروش وقروش و ڭروش”، يؤكده تفاصيل حياة الشخصين المعنيين، بالنسبة للأول:

 

لا أحد اليوم تخفى عليه بطولاته التعميرية، وكيف تحول من سائق “كارو”، إلى صاحب ثروة مهمة، وزعها على الأصول والفروع درئا للشبهة.

إن ما يفسر الصراع حول المواقع الانتخابية، هو “الكاشي”.. يقال بأن مفعوله كالفانوس السحري، يلبي رغبات صاحبه في كل لحظة وحين، و في كل المواقع التي مر بها “في البستان” وشارع المقدس (شارع النخيل سابقا)، وعند ملك بوكراع وحتى بالقرب من مقهى أناناس و لدى جمعية منفعة وهلم جرا!

 

لم يخذله يوما، حتى في اللحظات التي نزع منه، ظل وفيا له، وهو الوفاء الذي مكنهما من الاجتماع معا مرة أخرى، هل هناك وفاء سحري أكثر من هذا؟

 

أما الثاني، فالجميع يعرف بداياته المعدمة، وبالمناسبة فالاشارة إلى الوضع المعدم والمهن البسيطة للإثنين ليس من باب التنقيص من الذين يعيشون نفس الوضع، وإنما السياق يحتم ذلك لتبيان ما كان عليه القوم وما أصبحوا عليه بفضل مهامهم.

 

فالثاني كما يعرف الجميع، بدأ نجارا، لكن اليوم من كبار المجزئين في المدينة، هو يختلف نوعا ما عن الأول في فهمه “لكسب الثروة”، أو دعونا نقول بأن هذا يجعل من “الهمزات الصغيرة” مطية لكسب الحضوة عند الناس، وبالخصوص البسطاء منهم، ولا يجبي منهم كما الأول الذي يأتي على الأخضر واليابس، لكن ما يهمه أكثر أن يضع لنفسه موطئ قدم في الملفات السمينة، وبالخصوص تهيئة المجال ليصبح سالكا لعقاره، بمعنى يوفر جميع سبل تيسير رفع قيمة ما يملك على صهوة المسؤولية التي لديه.

 

أما علاقته بالتجزيء والمجزئين السريين فهي علاقة وطيدة، كانت على الدوام محط حديث الخاص والعام، ولكم في علاقته بالمجزئين السريين الذين جزءوا عقارا بشكل سري باركه بما يملك من سلطات وقرارات خير دليل، وهو العقار الذي لازال ملفه يحمل الكثير من المفاجئات بعدما وجد طريقه للقضاء المختص.

 

لما ذكر كله، وهي إشارات فقط، يمكن أن تستنتج عزيزي الوجدي، أن “صراع الڭروش” في وجدة، هو صراع يتجاوز ما هو إنتخابي، أو على الأقل الصراع حول اللوائح هو وجه من وجوه الصراع الحقيقي، الذي يستهدف بالدرجة الأولى “الحصول على التفويض اللازم” لمراكمة الثروة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فالصراع يخدم “كبيرهم” الذي يسعى إلى جعل هذا التطاحن مصدر إضفاء المزيد من “الغموض” على تدبيره لشؤون الحزب الذي ينتمي إليه، حتى يحصل على “الحولي” الذي سيمكنه من الصرف “في الانتخابات” دون عناء، هذا طبعا إذا كانت الطريق بالنسبة لترشحه للانتخابات سالكة بالنسبة له!

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)