الانتخابات البرلمانية المقبلة..المقعد الرابع يتراقص بين اللوائح في وجدة!

 

 

هناك إعتقاد واسع وسط الفاعلين السياسيين بوجدة، أن 3 من المقاعد البرلمانية الأربعة المخصصة لهذه الدائرة الانتخابية، تكاد تكون الأحزاب الفائزة بها معروفة، بالنظر لعدد من المعطيات المرتبطة أساسا بتطورات مواقع العديد من “الفاعلين السياسيين”.

أغلب التوقعات تقول أن المقاعد الثلاثة ستنالها تباعا الأحزاب التالية: العدالة والتنمية، الأحرار، والأصالة والمعاصرة، على إعتبار أن هذه الأحزاب هي ا أكثر جاهزية لخوض الانتخابات، وتمتلك قوة حشد كبيرة، لكن التوقعات بشأن المقعد الرابع تختلف، وتزداد التكهنات بشأن مصيره بعد بروز عدة لوائح للمنافسة على نيله!

 

عمليا يمكن القول بأن المقعد الرابع من نصيب حزب الاستقلال، إذا أنجزنا تمرينا بسيطا وأسقطنا نتائج الإنتخابات الماضية، مع استحضار مستجدات القوانين الانتخابية، وبالخصوص إحتساب القاسم الانتخابي على أساس عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية.

 

لكن وحسب عدد من المتابعين فإن هذا الإسقاط كان من الممكن أن يكون منطقيا لو أن الاستحقاقات ستشارك فيها نفس اللوائح التي شاركت في الانتخابات الماضية، والأهم في ذلك، بنفس المرشحين، والحال أن التحضيرات الجارية تشير إلى إختلاف كبير.

 

الجميع تابع الأسبوع الماضي تحركات حزب الاتحاد الاشتراكي، بحضور الكاتب الأول إدريس لشكر، والتي كانت من سماتها البارزة، اللقاء الذي عقده الحزب بجمعية “دار فجيج”، التي تعنى بتنمية فجيج و تضم أبناء هذه المدينة، لتقديم مرشح الحزب في الاستحقاقات المقبلة، أستاذ الرياضيات بجامعة محمد الأول عمر أعنان، الذي ينحدر من فجيج.

 

هناك رهان اليوم لدى حزب الاتحاد الاشتراكي، يتمثل في الدخول والمنافسة بقوة على مقعد برلماني يعيد شيئا من حضوره في وجدة، و اختياره لمرشح مثل أعنان، فيه رغبة واضحة من أجل ذلك.

 

عقد اللقاء في دار فجيج، هي رسالة واضحة بأن مرشح الاتحاد الإشتراكي يستهدف ويسعى بالدرجة الأولى إلى استغلال أصول مرشحه، لكسب ثقة أهل فجيج في وجدة، وهم كثر كما يعلم الجميع، ولهم تأثيرات واضحة على العديد من مناحي الحياة العامة في مدينة الألفية.

 

بالرغم مما قد يطرحه هذا الترشيح بالنسبة لحزب “تقدمي”، لا يؤمن نظريا “بالترشيحات القبلية” من إحراج، إلا أن حسمه في هذا الترشيح يؤكد بأنه حزب قدم المصلحة الانتخابية والرغبة في نيل مقعد برلماني بهذه الدائرة على باقي الاعتبارات.

 

سعي مرشح “فجيج”، في وجدة، للظفر بالمقعد الرابع، وتقويض أحلام حزب الميزان، لم يكن في الحقيقة وليد اللحظة، بل هو عمل إمتد طوال السنوات الماضية، إذ تشير المعطيات المتوفرة إلى أن مهندسي ترشيح أعنان، وعدد من “الكفاءات” الأخرى في مناطق أخرى، عكفوا طوال السنوات الماضية على بناء قاعدة إنتخابية من خلال تسجيل أكبر عدد ممكن من الناخبين في اللوائح الانتخابية، وتشير المعطيات المتوفرة أنهم تمكنوا من تسجيل حوالي 5 ألاف ناخب! 

 

وفي الحقيقة ليست لائحة الاتحاد الاشتراكي فقط من يمكن المنافسة على المقعد الرابع، فحتى حزب الحركة الديمقراطية الإجتماعية، يتهيأ لخوض غمار الانتخابات، معتمد على رصيد العديد من أعضاء الجماعة الذين سيخوضون الانتخابات المقبلة باسمه.

 

ووفق مصدر مطلع فإن الزيارة الأخيرة لأمين عام حزب النخلة، عبد الصمد عرشان، إلى وجدة، حسمت في لائحة الحزب في بلدية وجدة، بزعامة إدريس أقديم، نائب رئيس جماعة وجدة، والتي يعتمد في تشكيلها وفق مصدر مقرب منه على عناصر يمكن أن تحدث فارقا كبيرا في الأحياء، وهو ما عبر عنه البعض بالاستقطاب النوعي، قد يكرر سيناريو الحركة في مجلس 2009 وهو المجلس الذي ظفر فيه أقديم وزملائه بـ4 نيابات من أصل عشرة.

 

وبحسب المعطيات المتوفرة، فإن طريقة بناء لائحة البرلمان للاستحقاقات المقبلة لحزب النخلة، يحكمها نفس منطق لائحة الجماعة، إذ دخل الحزب في مفاوضات مع عدد من الوجوه البارزة التي يمكن أن تخوض غمار كسب المقعد، وبالخصوص وجوه محسوبة على حزب الاستقلال في بعض الجماعات القروية، وهو ما يدفع العديد من المتابعين إلى الإعتقاد بأن حزب عرشان أضحى هو الأخر منافسا شرسا على المقعد الرابع في المدينة.

 

ولأن العمل بالقاسم الانتخابي فتح في حقيقة الأمر شهية العديد من اللوائح للظفر بالمقعد الرابع، خاصة وأن القاسم الجديد لن يمكّن أي لائحة من نيل مقعدين، فإن لائحة أخرى يجري التحضير لها للتنافس على المقعد الرابع، ومن المرجح جدا أن يقودها الرئيس السابق لمجلس المدينة والبرلماني عن نفس الدائرة لخضر حدوش، أو يساهم في تشكيلها على الأقل.

 

ففي الوقت الذي فشلت مساعيه للعودة لقيادة حزب الجرار في الانتخابات الجماعية المقبلة، تؤكد مصادر شمس بوست، أن لخضر حدوش يحاول ترميم بيته القديم، بيت الحركة الشعبية لتزعم لائحته على مستوى جماعة وجدة، وحتى على مستوى البرلمان. 

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)