“الإنفلونسرز” يسيطرون على الإنتاجات الرمضاينة.. وأهل الميدان “فرضت” عليهم المشاهدة

في كل سنة ومع اقتراب شهر رمضان الأبرك، تستعد قنوات القطب العمومي بالمغرب، لعرض الانتاجات التلفزيونية المخصصة لهذا الشهر، وفي هذا الإطار تطرح عدد من التساؤولات والانتقادات الموجهة للمشرفين على هذه الأعمال الموسمية، بخصوص اقصاء الفنانين الشباب خريجي المعاهد المسرحية، والاعتماد على وجوه تحظى بشهرة على الشبكات الاجتماعية، لا علاقة لها بالتكوين المسرحي والفني.

 

وفي هذا السياق، يقول الفنان المسرحي، نزار منزهي، في تصريح لموقع شمس بوست أن :”الاشكال إلى حدود الآن، أننا لمن نفهم بعد الطريقة التي يعمل بها المخرجين والمنتجين و الوزارة الوصية على القطاع في انتقاء من يشرك في هذه الاعمال التلفزيونية، لأننا نرى اليوم شباب وشابات من ذوي الاختصاص يجلسون في المقاهي بعدما انهوا دراستهم في المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي.

 

ويضيف المتحدت بالقول :”كذلك، شباب وشابات بالرغم من انهم لم تتح لهم فرصة للولوج للمعهد اعلاه، لكن يتوفرون على تكوينات في المسرح والسينما تؤهلهم إلى  دخول الشاشة المغربية وفتح الفرصة امامهم لصقل إبداعاتهم، أمام قلة هذه الفرص، لكن للأسف نجد مجموعة من المؤثرين في الشبكات الإجتماعية، وفنانة في مجال الغناء لا يتوفرون على الحد الادنى من التكوين في المجال يشاركون في أعمال تلفزيونية، هنا نرى ان الحقل الثقافي والفني في المغرب أصبح لا يبحث عن الجودة، بقدر ما يبحث عن أرقام المشاهدات”.

 

ويتابع قائلا:” الوضع أصبح يسائل المسؤولين على القطاع أكثر من أي وقت مضى، خصوصا وأننا نعيش ظروفا وأوضاعا خاصة، اقتصادية واجتماعية بعد تفشي وباء فيروس كورونا، الذي شل القطاع بأكمله لأزيد من سنة”.

 

وفي هذا الاتجاه يشير المتحدث بالقول :”لا يخفى عنكم أن مجموعة من الممثلين والممثلات أصبحوا يعيشون وضعا أقل ما يقال عنه، أنه وضع مأساوي، بسبب تراكم الديون وغياب أي مدخول قار، وهذا كله يجعل الفنان منعزلا لا يرضى أن يمد يده أو يتسول دورا من هذه الأدوار في هذه الإنتاجات الموسمية”.

 

وكحل لهذه المعضلة، يقول المتحدث، أن الوزارة الوصية وإلى جانب كافة المتدخلين في القطاع، يجب أن يضربوا بيد من حديد للحد من هذا الإقصاء سواء كان مقصودا أم غير مقصود، بمعنى يجب أن تكون هيكلة حقيقية وجذرية من أجل تحقيق الشعارات التي تتبجج بها الوزارة من قبيل “الصناعة الثقافية” ودعم الفن والفنانين، فلا يمكننا تحقيق هذه الأهداف من خلال إشراك متطفلين على الميدان وإقصاء الشباب والشابات الذين قضوا عمرهم في التكوين الأكاديمي والميداني.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)