عمال الشرق يجلدون مكتب الدراسات الذي كلفه مجلس بعيوي بتصميم إعداد التراب

 

وجه عدد من عمال أقاليم جهة الشرق، إنتقادات حادة لمكتب الدراسات الذي كلفته جهة الشرق، بإعداد التصميم الجهوي لإعداد التراب، خاصة من عمال أقاليم تاوريرت وجرادة والدريوش، في الاجتماع الذي عقدته اللجنة الاستشارية لإعداد التراب صباح اليوم الجمعة بمقر ولاية جهة الشرق.

 

وبحسب مصدر حضر الاجتماع، فإن عامل إقليم تاوريرت عبر عن عدم رضاه عن ما قدمه مكتب الدراسات بخصوص مؤشرات البطالة في الاقليم، إذ اعتبر المكتب أن أقاليم الجهة كلها تعاني من معدلات مرتفعة للبطالة باستثناء إقليم تاوريرت، وهي المعطيات التي إعتبرها عامل الإقليم غير دقيقة، وأشار إلى أن الاقليم شأنه شأن باقي أقاليم الجهة التي تعاني من البطالة.

 

كما أثار عدم استحضار المكتب لحاضرة دبدو، خاصة في ظل التطورات الحاصلة على عدة مستويات، إذ يمكن أن يكون استثمار مؤهلات هذه المدينة التي شهدت تعايشا فريدا بين اليهود والمسلمين أن يكون ذلك رافعة للتنمية.

 

وأضاف المصدر ذاته، أن عامل إقليم جرادة، إنتقد اعتماد المكتب على معطيات قديمة تعود لسنة 2010 على حد تعبيره، في العرض الذي تقدم به مكتب الدراسات، وهو بمثابة ملخص على ما أنجز من تشخيص ترابي في أقاليم جهة الشرق الثمانية.

 

عامل إقليم الدريوش هو الأخر، وعلاقة بهوية الإقليم، والتي قال مكتب الدراسات بأنها يمكن أن تكون هوية سياحية وفلاحية، أبرز بأنه عوض ذلك كان يمكن أن يستحضر المكتب عائدات المغاربة المنتمين للاقليم المقيمين في الخارج، وكيف يمكن استثمارها، في إشارة إلى أن القطاعين الأخرين اللذان قدمهما المكتب على أساس أنهما يمكن أن يشكلا هوية للإقليم، لا يمكن الرهان عليهما، من جهة القطاع السياحي يحتاج إلى بنية كبيرة وهي منعدمة حتى الآن في الإقليم، ومن جهة ثانية القطاع الفلاحي، يغلب عليه الطابع التقليدي وأيضا الأراضي البورية.

وبالرغم من دعوة أعضاء اللجنة إلى هذا اللقاء، سواء بالحضور الفعلي في مقر الولاية، أو عن بعد كما هو الحال لعمال الأقاليم، إلا أنه بعد الكلمة الافتتاحية للوالي وعرض مكتب الدراسات تم إفساح مجال التدخل لعمال الأقاليم فقط.

 

وغاب عن اللقاء وفق المصدر ذاته، عبد النبي بعيوي، وحضر بدلا منه نائبه الثالث محمد مرابط، رغم أن مرسوم مسطرة إعداد التصميم نص صراحة على أن اجتماعات اللجنة يحضرها رئيس المجلس دون الإشارة إلى إمكانية تعويضه بأحد نوابه.

 

هذا ويتم إعداد التصميم الجهوي لإعداد التراب وفق المادة الثالثة من نفس المرسوم، عبر عدة مراحل هي، أولا، وضع تشخيص لتراب الجهة يتضمن، على وجه الخصوص، تقارير قطاعية وموضوعاتية حول مؤهلات الجهة ومجالها الطبيعي والبيئي، ومعطيات حول التنمية البشرية بالجهة والفوارق الترابية بها، ومقومات وإكراهات التنمية بالجهة، وحاجياتها الضرورية فيما يخص البنيات التحتية الأساسية، وأهم التجهيزات المنجزة بالجهات المجاورة، وهي المرحلة التي يوجد فيها مشروع التصميم الخاص بجهة الشرق حتى الآن.

 

ثم إعداد استراتيجية تهيئة المجال وتأهيله وفق رؤية استشرافية، مع مراعاة الإطار التوجيهي للسياسة العامة لإعداد التراب على مستوى الجهة.

 

قبل الختم بإنجاز تقرير تركيبي حول التصميم يعتبر ميثاقا للتهيئة والتنمية المجالية للجهة.

 

وبحسب مصدر أخر متابع لهذا الملف، كشف لشمس بوست، أن هناك رغبة لدى والي جهة الشرق لإخراج هذا التصميم إلى الوجود قبل نهاية ولاية المجلس الحالي، وهو ما عبر عنه صراحة في لقاء اليوم بأن التصميم يجب أن يكون جاهزا مع متم ماي المقبل، أي قبل الانتخابات التي يمكن أن تنظم في يونيو على الأرجح.

 

وعبر المصدر نفسه، عن مخاوفه أن يؤثر الإسراع في إخراج هذه الوثيقة إلى الوجود، على جودتها، خاصة وأن الأمر يتعلق بوثيقة مرجعية تمكن من بلورة منظور التهيئة المجالية وتوجهاتها على مدى 25 سنة المقبلة على صعيد الجهة.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)