قره  اللُبّ  …

 

على هيئة همسة الأم لغلامها و نزعات آهات العشق و الصبابة  يسمع  … نسيم عليل ينقر على أوتار عود الوجدان فيطرب،

 على حال جشم المرأة التي تفتقد زوجها يأتي، و على شاكلة وجس المشتاق  يتجلى …  

 

هو الحنـــــــــــين  … الذي ثوى بالروح … البال و الخاطر … 

 

ذات نفسه ذلك الحُنُوّ الذي يتَوَطَّن بأغوار المهج و يأخذنا إلى عوالم أخرى على حين غرة  …  دون أن يكون لنا في فعل هذا التيه يد … 

 

هو الحنـــــــــــين  … الذي  يغير الأَمْزِجَة … و يبدل حالنا من حال لحال … 

 

لا فرق فيه بين اليوم …  العقد .. السنة … و الموطن  ففكرته  تتجاوز الزمكان لتخترق جدار الروح و تلامس ما وراء البرزخ … 

 

هو الحنـــــــــــين  … القطعة من أنفسنا التي تسكن مدنا و أحياء أخرى … 

 

له كبرياء يهد بدل الجبل جبالا،‬ لكنه رغم ذلك سيلا لينا  جمعه الرونق و الندى … له لونين لا ثالث لهما أحدهما أبيض اللون دلالته راحة اللقاء  و آخر أسود إيعازا لويلات و ثقل توق الهيام … 

 

هو الحنـــــــــــين  الذي يحفر في قعر الذاكرة تفاصيل لا تنسى  … 

 

 بايجاز هو اتحاد مشاعر مبهمة، في نفس الوقت واضحة … 

 

فهذا الحنين مقر سكناه أعماق الجنان، طبقا لقوانين التجزءات السكنية المملوكة بعقد محبة عرفي، أطرافه قلوب المحبين، أركانه الولع، و الصبر على بعد المسافات، إلى أن يحين اللقاء، على أمل أن يصير العزيز الغالي دانيا قريبا . 

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)