البام في وجدة..الرهان على حصان خشبي في إنتخابات 2021

 

 

واقع حزب الأصالة والمعاصرة في دائرة وجدة أنجاد، لا يمكن فصله عن واقعه وطنيا.

 

إن السمة الغالبة على حزب التراكتور اليوم في وجدة هو التخبط و السير نحو المجهول بخطى ثابتة.

 

لعل من تجليات الأزمة التنظيمية التي يتخبط فيها الحزب اليوم، عدم قدرته على فتح قنوات التواصل مع أعضائه، ففي الوقت الذي تأقلمت العديد من الأحزاب مع مستجدات الوضع وبالخصوص ما يتعلق بجائحة كورونا، وعقد لقاءات عبر تقنيات التواصل عن بعد، لم تسجل الساحة المحلية أي لقاء من هذا النوع لحزب الأصالة والمعاصرة.

 

وهذا الواقع هو في الحقيقة عام للحزب على المستوى الوطني، فمنذ انتخاب القيادة الجديدة، اختارت توجها مغايرا يحصر التحرك التنظيمي في دائرة ضيقة، إلى درجة أن أعضاء المجلس الوطني موجودين في حكم “المجهول”، فلا لائحة الأعضاء المنتمين للمجلس من وجدة معروفة، ولا اللائحة برمتها معروفة لدى عموم “المناضلين”. بل لم يعقد الحزب أي إجتماع للمجلس الوطني حتى اليوم رغم مرور قرابة عام على انتخاب القيادة الحالية.

 

ربما اللقاء الوحيد التنظيمي الذي عقده الحزب على مستوى الجهة، هو اللقاء الذي ترأسه عبد السلام الطاوس، الذي عين كأمين جهوي في وقت سابق، رغم أن الأعضاء متشبثين بشرعية المؤتمر الجهوي الذي انتخب محمد بنقدرو أمينا جهويا سنة 2017.

 

وكان لافتا خلال هذا اللقاء حضور الأمناء الإقليميين “المعينين”، رغم الملاحظات الجوهرية والقانونية على هذا التعيين، في ظل غياب أمين إقليمي للحزب عن دائرة وجدة، وهو غياب راجع بالأساس إلى عدم وجوده من الأساس، بل الطامة الكبرى أن الحزب على المستوى المحلي لم يسجل أي انخراط جديد منذ 2017.

 

وضع تنظيمي يدفع بالأعضاء لمسائلة الموقع الانتخابي للحزب في الانتخابات المقبلة، ففي الوقت الذي يرى هؤلاء بأن المسألة التنظيمية تقتضي الهيكلة الشاملة يتم الالتفاف على هذا الاستحقاق بتعيين عبد النبي بعيوي، رئيس مجلس جهة الشرق، عضوا في لجنة الإشراف على الانتخابات، بالرغم من أن هذا التعيين كما المسؤوليات الأخرى يقتضي المرور عبر قنوات المكتب السياسي، ويقتضي باع طويل في “الهندسة” الانتخابية، خاصة وأن للرجل محطات مشابهة غير موفقة خلال الانتخابات البرلمانية الماضية.

 

هؤلاء الأعضاء الذين استقى أرائهم “شمس بوست”، يعتقدون بأن القيادة الحالية التي قربت منها بعيوي وعدد من الأسماء المحسوبة على رؤوس الأصابع، ستراهن على نفس الاستراتيجية التي اشتغل بها الحزب في الاستحقاقات الماضية، والقائمة على الحشد بناء على القدرة الشخصية، وليس على مساهمة الهياكل المحلية والأعضاء الفاعلين من منتخبين وأعضاء من ذوي القاعدة الشعبية والاحتكاك اليومي بالمواطنين!

 

ثم إن رهان القيادة وفق المصدر ذاته على تعيين بعيوي الذي يجر ورائه ملف فاس الذي لم يفصل القضاء فيه بعد، يعتبرونه رهانا خاسرا من الأساس، وقد ظهرت بوادر “الخسران”، في عدد من المحطات التي أبرزت بأن بعوي لم يعد يمتلك حتى تلك القدرة الشخصية على التعبئة فبالأحرى الهندسة الانتخابية وفق الأصول المعروفة!

 

ولعل الانتخابات الجزئية الأخيرة لشغل مقعد مجلس المستشارين الذين تبار فيه مرشح حزب الاستقلال المدعوم من قبل بعوي، ومرشح الحركة الشعبية “المغمور”، خير دليل، حيث رغم التعبئة الشخصية لبعيوي داخل الجهة وداخل دائرة وجدة أنجاد بالخصوص، لم تفضي إلى ظفر الحليف بالمقد البرلماني الذي كان منتظرا أن يحافظ عليه!

 

إن الجمود التنظيمي على حساب الاعتقاد بالقدرة الشخصية على الحشد، في ظل الشرخ الكبير الذي ضرب البام على مستوى دائرة وجدة، وانقسامه بين توجهين و استعداد الطرف الثاني النقيض لبعوي، و الذي يقوده هشام الصغير خوض الاستحقاقات الانتخابية المقبلة بلون سياسي أخر، ودخول منافسين أخرين على خط اللعبة الانتخابية، لا يقلون قدرة في الحشد عن بعيوي، واحساس فئة عريضة من الكتلة الناخبة التي صنعت “مجد” البام “بالهجران”، وعدم تنفيذ الوعود الممنوحة لها، وضعف البرلمانيان المحسوبان على دائرة وجدة وعدم قدرتهما على فتح قنوات التواصل مع المواطنين، كلها مؤشرات تبرز بأن البام اليوم يراهن على حصان خشبي، يمكن أن تنكسر حوافره في الأمتار الأولى من المنافسة الانتخابية، وتجعل منه في الحقيقة حزبا “فارغا”.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)