من هو البروفيسور الوجدي بلخير حموتي الذي صنّفته جامعة أمريكية ضمن أفضل 2% من الباحثين في العالم

صنّفت جامعة ستانفورد الأمريكية، أخيراً، البروفيسور الباحث بلخير حموتي، أستاذ بكلية العلوم بجامعة محمد الأول، ضمن أفضل 2 في المائة من الباحثين في العالم.

 

البروفيسور حموتي، الذي تمكّن بفضل عمله المتواصل عبر أكثر من ربع قرن، من تكوين آلاف الطلاب على الصعيد الوطني في مجال الكيمياء، أنجز خلال هذه المّدة ما يزيد عن 700 مقال علمي.

 

فمن هو بلخير حموتي الذي سبق أن وشّحه الملك محمد السادس بوسام ملكي من درجة فارس؟ جريدة شمس بوست أجرت هذا الحوار الحصري مع البروفيسور المغربي لتقريب زوراها أكثر من مساره الشخصي والآكاديمي.

 

ولادته ومساره الدّراسي

ولد بلخير حموتي سنة 1959 بوجدة بمنطقة أنكاد، من والد مهاجر بالديار الفرنسية، الأخير الذي قرّر ترك البادية والالتحاق بوجدة المدينة بنية تعليم أبنائه.

 

درس البروفيسور حموتي مرحلة التعليم الابتدائي بمؤسسة “ابن تومرت” ومدرسة “ابن باجة” المتواجدة قرب ملعب كرة القدم البلدي، ثم إعدادية “باستور” سابقاً، ليحصل على شهادة الباكالوريا بثانوية عمر بن عبدالعزيز.

 

التحق حموتي فيما بعد بكلية العلوم بالرّباط ثم المدرسة العليا للأساتذة “التقدم” (التي عمل بها استاذا أيضا فيما بعد)، قبل أن يقرّر سنة 1991 العودة إلى مسقط رأسه وجدة، وهي المدينة التي كونت لدى البروفيسور حموتي مستقبله العلمي، رغم محاولة عدد من أصدقائه ومقرّبيه إقناعه بالاستقرار في العاصمة المغربية، غير أنه يرى من أجل انطلاقه في مجال البحث العلمي كان لابد من التخلي عن المحيط الذي عاش فيه طالبا.

 

مساره المهني والآكاديمي، الجوائز العلمية والوسام الملكي

في مدينة وجدة قرّر البروفيسور حموتي إلى جانب عدد من زملائه بكلية العلوم بجامعة محمد الأول إحداث مختبران أحدهما لعلوم المياه والتآكل، ثم بدأ العمل على إنجاز أبحاثه ومقالاته العلمية التي تجاوزت إلى حدود اليوم 700 مقالا علمياً.

 

وحصل حموتي، خلال مسيرته العلمية، على عدة جوائز وتصنيفات بينها جائزة “سكوبوس” تمنحها شركة مقرها لاهاي الهولندية بناء على قاعدة بيانات أنشأتها بغرض جرد أهم الأبحاث العلمية في عدد من التخصصات بين سنة 2000 و2005، ثم الجائزة العربية للكمياء سنة 2013 برأس الخيمة بالإمارات، كما سبق له أن حصل على وسام ملكي من درجة فارس سلّم له من طرف الملك محمد السادس في عيد العرش سنة 2015.

 

الجوائز التي حصل عليها البروفيسور من دول أخرى، ستجعله يفكّر في إطلاق مجلة علمية مغربية، وهي الفكرة التي بلورها وأطلقها سنة 2010 بإسم مجلة علوم المواد والبيئة ثم المجلة المغربية للكمياء والتي تنشر مقالاتها وأبحاثها بإسم جامعة محمد الأول بوجدة وهما مجلتان مصنفتان ضمن قاعدة بيانات علمية عالمية “ويب اوف ساينس”.

 

أبحاث البروفيسور حموتي ترتكز أغلبها حول مواد عضوية تمكّن من الحفاظ على مواد أخرى أو خزّانات المواد المصنّعة من الحديد أو الفولاذ دون تعرضهما للتآكل أو الإتلاف، وهي العملية التي تحصل عند تواجد مادتي الآسيد أو الهيدروجين أو الملوحة بهذه المواد المحفوظة كماء البحر على سبيل المثال.

 

قراءته في واقع البحث العلمي بالمغرب

البروفيسور حموتي وفي حديثه إلينا يؤكد على أن البحث العلمي بالمغرب عموما لا يزال ضعيفاً، خاصة في ظل عدم الإهتمام بالباحثين والمخترعين، غير أن البحث العلمي، بالنسبة للبروفيسور حموتي، مسألة أخلاقية تتجاوز حدود الممكن، وهي المساهمة في إغناء المكتبة العلمية المغربية رداً للجميل للأساتذة الباحثين الذين سهروا على تعليمه إلى غاية حصوله على الدكتوراه، “هؤلاء الذين غرسوا فأكلنا ونحن بدورنا نغرس ليأكلوا”. يقول حموتي.

 

في المقابل يرى البروفيسور أنه “ليس جميع الأساتذة لديهم القابلية والإمكانيات لإنجاز أبحاث علمية، لكنهم يبذلون جهودا جبّارة لتعليم وتأطير الطّلبة”.

 

وأكد البروفيسور حموتي أن بابه مفتوح في المستقبل، للتعاون مع جميع الأساتذة الباحثين سواء في جامعة وجدة أو فاس أو القنيطرة أو اكادير، كما تم التعاون في السّابق مع باحثين من دول مصر والجزائر وتركيا وجنوب افريقيا، والمساهمة في تأطير عدد من الطلبة الذين صاروا اليوم من مغاربة العالم المتمكنين في المجال سواء في كندا أو اليابان أو كوريا الجنوبية أو الولايات المتحدة. عدة ملتقيات دولية نظمها البروفيسور حموتي بتعاون مع أساتذة جامعة محمد الأول وباقي الجامعات المغربية بتعاون مع مغاربة العالم المرموقين في البحث العلمي مما سيجعل هذه الندوات والمحاضرات العلمية العالمية منصة للتعاون بين مغاربة العالم في جميع القارات … وستفتتح الدورة الرابعة للمؤتمر الدولي حول علوم المواد والبيئة مساء يومه الأربعاء على الساعة الخامسة وستحدث منصة تعاون شمال جنوب لتسهيل التعاون العلمي.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)