البروفيسور إبراهيمي يكتب: “اللهم قاصح و لا كذاب”…. هل نسير نحو الكارثة؟

لا يهم….
لايهم من المسؤول عن الوضعية الحالية المقلقة قي مواجهة جائحة الكوفيد، فالمسؤولية مشتركة. فالوضعية نتيجة حتمية لرفع الحجر الصحي، المقرون بالشعور بالأمان الزائف لدى الجميع سواء فاعلين اقتصاديين وأشخاص ذاتيين. ثم بعد ذلك الإحساس بـالتعب الذي غمرنا وكأننا نعيش “يوما لا نهاية له” مع الكوفيد. مما أنهكنا جميعا، وأدى بنا إلى التراخي في الالتزام بالخطوات الوقائية، وعودة التسارع المفاجئ والكبير للوباء، والارتفاع المهول لأعداد المصابين والوفيات.
المهم الأن….
هو أننا في وضعية وبائية و صحية متأزمة واليوم و كنتيجة حتمية فالرقم المخيف هو تواجد أكثر من 800 مغربي في غرف الإنعاش، وهو أكثر مما تتحمله القدرات الاستيعابية المحلية في كثير من الأحيان. و الخوف كل الخوف هو أن نحتاج إلى 7.500 سرير إنعاش، وما مجموعه 4.500 جهاز تنفس في أفق شهر دجنبر2020 (محاكات جامعة واشنطن الأمريكية).
و الحقيقة اليوم….
هو أننا أنهكنا أطرنا الطبية وأطقمنا التمريضية ومقدمي الخدمات الاجتماعية…. فكل هؤلاء قدموا الكثير في مواجهة الجائحة خلال فصل الربيع. ثم اضطروا بعد ذلك إلى مضاعفة نشاطهم خلال الصيف للتعويض عن التدخلات والعمليات الطبية المؤجلة. وبالرغم من الإرهاق، فهم يواجهون اليوم هذا الارتفاع المفاجئ في حالات الطوارئ.
و الأَمَرُّ في كل هذا….
هو أن منظومتنا الصحية ومستشفياتنا لا و لن تتحمل هذه الوضعية و سنضطر إلى مقاربة الإنتقاء بين المرضى. وسيتعين على الأطباء، لا قدر الله، الاختيار بين رعاية مريض بالكوفيد، وشخص أصيب في حادث مروري أو بين مريضين مصابين بـالكوفيد. وهذا أمر غير مقبول، في ضوء قيمنا والأخلاقيات المتعارف عليها، والتي تؤطر الرعاية الصحية. كما يعتبر إجحافا لحق كل مغربي في رعاية صحية وسيما أيام الجائحة.
و الأدهى من كل شيء….
هو أن هناك من يدَّعُون تعارض حماية الاقتصاد و حماية الصحة العامة…. للتوضيح فقط فإذا انهارت منظومتنا الصحية لا قدر الله فلن نتمكن من حماية اقتصادنا فلا وجود لاقتصاد مزدهر في حالة صحية سيئة تعرف تفشي الفيروس. كما لا يوجد نظام رعاية صحية يمكن أن يصمد إذا لم يكن هناك اقتصاد قوي لتمويله تمكن من حماية أفقر الناس لأنهم الأكثر تعرضا للفيروس. فهم يواجهون مخاطر الوباء في وضعية هشاشة صحية و هم الأكثر تضررا من أي هزة للأوضاع الاقتصادية في حالة الحجر.
و بكل مسؤولية في هذه الظرفية الفارقة….
أقر بأنه إذا لم نوقف الإصابات اليوم، فسيتأزم الوضع أكثر….. لأن كل قرار نتخذه اليوم لن نرى أثاره إلا بعد العشرات من الأيام و أنه ابتداءا من فاتح دجنبر سننتقل للمرحلة الأسية للوباء.
نحن مدينون لنا و لذوينا و لأحبتنا و لكل المغاربة و بكل مسؤولية، المساهمة في مقاربة جماعية لخلق التوازن الصحيح الذي يمكننا من الحد من الارتفاع في عدد الإصابات اليومية، وإبطاء معدل الدخول إلى المستشفيات، ووحدات العناية المركزة بشكل مستدام، مما سيحمينا و يحمي اقتصادنا من الانهيار…..
حفظنا الله جميعا…..

نقلا عن الحساب الشخصي للبروفيسور عزالدين ابراهيمي على فايسبوك

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)