كلمة من مهاجر لحلحلة مشكل الطريق السياحي بفجيج

باريس عبد الحفيط بوبكري
إن النقاش حول الطريق السياحية المزمع انجازها على عرض الواحة القديمة بفجيج، من “تاشرومت” شمالا، إلى ما تحت نزل فجيج شرقا (عقبة نتحمادي)، نستطيع أن نقول بأن هذا النقاش قد بلغ ذروته، بالنظر إلى ما أسفر عنه من تدخلات منتقدة، أو موجهة من طرف المجتمع المدني بجميع مكوناته من جهة، ومن ملاحظات أو حتى شكايات أو مرافعات من قبل فعاليات فجيجية في الخارج من جهة أخرى.

 

الآن أيضا نستطيع أن نقول، بأن الحوار حول هذا المشروع التنموي، قد بلغ مرحلة من النضج تجعلنا نفكر بنوع من التعقل لاستشراف المستقبل واستحضار المصلحة العامة للواحة التي لا يمكن أن يختلف حولها اثنان.

من جهتي،  تتبعت بنوع من التفهم كل هذا النقاش الذي أثاره انجاز هاته الطريق بشكل فاجأ الجميع من دون سابق إنذار يذكر، كما قرأت تقريبا كل البلاغات والبيانات الصادرة في هذا الشأن، وأدليت بدلوي مساهمة مني في العديد من الاتصالات تمهيدا لايجاد حلول توافقية لتحقيق الغاية من المشروع دون خسارة فخلصت من كل ذلك إلى الاستنتاجات التالية:

أن لا أحد يرفض المشروع جملة وتفصيل، بل المرفوض فى الأمر هي الطريقة التي سلكتها الجهة المكلفة بانجاز المشروع في إطلاق الأشغال بشكل هجومي دون سابق انذار لأغلب الملاكين وذوي الحقوق.

والملامة الكبرى هنا على السيد رئيس المجلس البلدي اذ هو المخول بالتواصل مع السكان وإعطاء الوقت الكافي لذلك بدل اللجوء إلى أسلوب المباغتة وفرض الأمر الواقع.

يبدو الأن أن الكل مستعد للجلوس إلى طاولة الحوار والاستماع إلى الطرف الأخر.

إذا اعتبرنا أن هناك توافق مبدئي على أهمية انجاز هذه الطريق السياحية في دعم التنمية المحلية على أكثر من صعيد، سيبقى في نظري الأهم هو الاتفاق على مجموعة من الشروط التي يجب أن تخضع لها هذه الطريق، سواء من حيث الانجاز الميداني أو من حيث الجانب الوظيفي لهذه الطريق التي سميت بالسياحية.

أولا :من حيث إنجاز الأشغال، وخاصة على الشطر الذي سيخترق بعض بساتين أولاد سليمان وهو الشطر الذي يضم سر وسحر الطبيعة لامثيلا له في اقليم فجيج كالسواقي التي يرجع تاريخها إلى عدة قرون، الشلالات، والمغارات، والنخيل والأشجار من جهة، أما من جهة أخرى يجب الحصول على الموافقة المبدئية لأصحابها بكل انواع التفاوض المتاحة، وأن تلتزم الجهة المنفذة للمشروع بتسوير كل البساتين المحادية للطريق على طول المسار بارتفاع لا يقل عن مترين تحصينا للبساتين من الاتلاف وذلك بالمواد المحلية طبعا ولكل بستان باب خاص على الشكل المحلي المعروف.

ايجاد صيغة للحفاظ على مسار السواقي الجارية، و الحفاظ على تلك الشجرة المعمرة التي يبلغ سمكها ثلاثة امتار وطولها حوالي خمسة عشر مترا التي عايشت أجيالا وأجيالا ولاتزال بلا نظير.

نوعية الطريق تلائم المناظر والخصوصية الطبيعية، و تسييج جهة المغارات بشكل محكم حتى لا تتحول إلى وكر لكل شيء، و التفكير في الانارة المناسبة للمكان.

أما من حيث الجانب الوظيفي لهذه الطريق فيجب مراعاة ما يلي:

فلا يجب أن تفتح هاته الطريق إلا في وجه الدراجات النارية والهوائية وعلى أكبر تقديرالدراجات الثلاثية العجلات (تريبورتور) معناه يجب تحصين مدخلي لهذه الطريق بحاجز لا يسمح بالدخول لا السيارات ولا الشاحنات و وضع علامات التشوير عند مسالك البساتين الداخلية بحيث لا يسمح بالدخول منها الا لاصحابها.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)