وزارة الصحة..الدرجة صفر في التواصل مع المغاربة في زمن كورونا

في الوقت الذي يرى فيه العديد من المراقبين بأن الوضعية الوبائية في المغرب تحتاج أكثر من أي وقت مضى لتواصل فعال ومستمر حول تطورها، خاصة مع دخول اليوم مرحلة تخفيف الحجر الصحي في أغلب مناطق المغرب، يتفاجأ الجميع بالغاء الوزارة للندوة اليومية اليتيمة التي كانت تعقدها بشكل يومي في تمام الساعة السادسة مساء.

 

بدون سابق إنذار تركت الوزارة المواطنين المغاربة بشكل عام والصحفيين بشكل خاصة، ينتظرون لفترة طويلا أملا في بروز وجه موظف الصحة لعرض الحصيلة الجافة التي تقدمها الوزارة يوميا، دون جدوى و بدون سابق إعلام.

 

موقف وتصرف اعتبره العديد من المتابعين، ينم عن استهتار لا مثيل له في التعاطي مع الوضعية الحساسة، وحق المغاربة في الاعلام والمعرفة، في زمن دستور يضمن الحق في الوصول إلى المعلومة، وبعد نحو ثلاثة أشهر من دخول القانون المنظم لهذا الحق حيز التطبيق.

 

وفي الحقيقة هذا التصرف لم يفاجأ الكثيرين بالنظر إلى المشاكل التي تتخبط فيها الوزارة على مستوى بنيتها التواصلية، فبعد أن عهدت في البداية بهذه المهمة، لمحمد اليوبي، مدير مديرية الأوبئة، جرى استبعاده بدون سابق إنذار، في خضم الصراع الذي طفى على السطح بينه وبين الوزير خالد أيت طالب.

 

بعدها عوض الوزير بموظف أخر هو الدكتور معاذ المرابط، الطبيب منسق الطوارئ الصحة العامة بالوزارة، قبل أن يتم استبعاده هو الأخر، يعوض بموظفة أخرى في الوزارة، ليتفاجأ الجميع اليوم بإلغاء الندوة التي طالما طالب الصحفيون بتجويدها وجعلها تفاعلية عوض الاكتفاء بعرض الأرقام الجافة عن حالات الاصابة والشفاء والوفيات.

 

الطريقة الفجة التي تتعامل بها وزارة الصحة في الحقيقة ليست إستثناء وسط مشهد مؤسساتي يعيش حالة من الارتجالية والتخبط العشوائي على مستوى التواصل.

 

فإذا كانت الوزارة اليوم، تتبجح بكونها تمكنت من التحكم في الحالة الوبائية بالمغرب، فإن ذلك التحكم لم ينعكس بتاتا على تجويد باقي الخدمات المرتبطة، وعلى رأسها التواصل مع الرأي العام.

 

وفي اعتقاد العديد من المتابعين فإن بهذه الطريقة تمعن الوزارة في تزكية الأخبار غير المؤكدة التي يمكن أن تنتشر بفعل ضعف التواصل بل وانعدامه.

 

هذا ينضاف الى حوادث متواترة أبانت فيها الوزارة عن محدودية قدرتها التفاعلية والتواصلية، ليس أقلها حادث بؤر “لالة ميمونة” التي فاجأت قبل أيام الرأي العام، وهي البؤر التي كانت تفترض خروج وزير الصحة شخصيا للحديث عنها وتفسير ما جرى خاصة وأن الوضعية قبل ذلك كانت نوعا ما مستقرة وفق منحنى معين، لكن الوزارة دست رأسها في الرمال مجددا وتركت العاصفة تمر دون ضجيج، وكأن شيئا لم يقع.

 

إن نجاح الوزارة المعنية بمواجهة الجائحة يمر في اعتقادنا بالدرجة الأولى، من استراتيجية محكمة في التواصل ووضع الرأي العام في صورة كل ما يجري لاكسابه المزيد من الثقة في مؤسساته، وليس الهروب إلى الأمام والتعامل بمنطق “شحال من حاجة قضينها بتركها”.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)