بعد هزيمة مرشح الإستقلال في جزئيات المستشارين…نهاية كبار البام في الشرق.. أو الصعود إلى الهاوية

 

 

مهما حاول البعض التغاضي عن كون الهزيمة التي لحقت بمرشح حزب الاستقلال أمس في الانتخابات الجزئية لشغل مقعد مجلس المستشارين، الشاغر عن هيئة أعضاء المجالس المحلية بجهة الشرق، هي هزيمة بنفس الأثر على حزب الأصالة والمعاصرة، فإن الوقائع والمعطيات تؤكد بأن صداها تردد بقوة بين كبراء البام.

 

أهمية أي معركة انتخابية بالنسبة للبام في الشرق، تقاس بمدى انخراط كبيرهم فيها، فانخراطه الفعلي دليل على أنها تكتسي أهمية كبرى في الحقيقة بالنسبة إليه شخصيا، قبل الحزب.

 

في هذه المعركة الانتخابية، ووفق المعطيات المتوفرة، انخرط بقوة لحشد الدعم لمرشح حزب الاستقلال، وكشف عدد من الأعضاء بعدد من الجماعات بالشرق، عن تواصله معهم لحثهم على التوجه صوب صناديق الاقتراع والتصويت لصالح مرشح الميزان.

 

والمصلحة الظاهرة التي يمكن أن تكون دافعا بالنسبة إليه على توجيه الدعم لمرشح حزب الاستقلال، رغم أنه يبدي “عداء” واضحا لهذا الحزب في الكثير من المناسبات والمواقع، كونه يرتبط على الأرجح بمصالح شخصية تهم مقالع الرمال!

 

هزيمة حزب الاستقلال وفشله في الحفاظ على مقعده، بلا شك هي هزيمة لها أكثر من دلالة وتأثير وسط حزب الميزان، ولكن الهزيمة بددت كل الشكوك حول السطوة التي كان كبير الباميين يزعم فرضها على منتخبي الحزب في مختلف جماعات الجهة، إذ تبين بأن تلك السطوة لم تعد سوى أضغاث أحلام في مخيلته ومخيلة من يسوق لنفوذه، وإلا كيف يمكن تفسير تصويت أعضاء في جماعات كانوا إلى الأمس يحسبون على دائرة كبيرهم لصالح المرشح المنافس؟

 

والحقيقة أن أغلب المنتخبين المنتمين لحزب الجرار في الشرق يدركون هذه الحقيقة، وإن كانت الصورة مختلفة لدى قيادة الحزب على المستوى الوطني، غير أن النتائج التي حصدت ستغير وفق العديد من المتابعين قراءة القيادة الوطنية لموقع كبارها في جهة الشرق.

 

يدرك الناس أن الوضع في الواقع تغير بعد الحكم الشهير، إذ أدرك العديد من المنتخبين أن قصة السطوة الكلية التي لا يمكن حدها وتوقيفها لم تكن سوى فقاعة سرعان ما هدها الحكم.

 

الأثر في الحقيقة بليغ، فالهزيمة لم تثبت بأن البام اليوم هو مجرد حزب كسائر الأحزاب الادارية، وأن منتخبيه يتحينون الفرص لتحقيق مساعيهم الشخصية، بعيدا عن أية توجيهات حزبية أو حتى من كبارهم في الجهة وفقط، بل مبلغ شدة الهزيمة كونها تأتي في واقعة تواجه فيها بشكل غير مباشر مع حزب التجمع الوطني للأحرار الذي دعم مرشح الحركة الشعبية الفائز، وهو الحزب أي الحمامة الذي سيتنافس معه بلا شك في الانتخابات المقبلة على تقاسم الأصوات، بالنظر لتهييئ العديد من الأسماء البارزة في البام للعدة لمغادرة الجرار والطيران على أجنحة الحمامة.

 

بالإخفاق في واقعة مثل هذه، أعطى انطباعا سيئا عن كبراء البام في الجهة، وتأكدت القيادة أنهم لا يعول عليهم بالمرة في تحصين أو زيادة أي مكتسبات انتخابية في الانتخابات المقبلة، وقطع الشك باليقين بالنسبة لحزب الحمامة، الذي كان يحتاج إلى معركة مثل هذه، ليتبين له الغث والسمين بين كبار البام في الجهة، ليعلم من سيشرع له البام ومن يحكم صدها في وجهه استعدادا للاستحقاقات المقبلة.

 

يبدو أن الهزائم والتعثرات التي بات يحصدها كبير الباميين، لم تكن كافية للاعتراف بانتهاء “الصلاحية”، والركون إلى الزاوية كما جرت العادة في المغرب، وفي المقابل يحاول في كل مرة أن يظهر فيها بمظهر الشخص الذي لم يتأثر أو الذي لن يتأثر بالتحولات والمتغيرات التي تحصل..لكن الواقع لا يرتفع كما يقال!

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)