كورونا تعيد مستشفى سيدي سعيد بمكناس إلى الواجهة

يقع حي سيدي سعيد بوسط مدينة مكناس، وعلى بعد خطوات قليلة من الأسوار الإسماعيلية المحيطة بالمدينة العتيقة.

ويعد هذا الحي من أشهر الأحياء بمدينة مكناس، وزاد من شهرته، أنه كان يقتسم نفس الإسم مع السجن المحلي للعاصمة الإسماعيلية، قبل أن تزول هذه الشهرة تدريجيا بعد إحداث سجن غير بعيد عن حي تولال بالطريق المؤدية إلى مدينة الرباط.

ولم يشتهر سيدي سعيد فقط بالسجن المحلي، بل عرف أيضا باحتضانه لدار الخيرية، والسوق الأسبوعي حيث كان يستقطب هذا الملتقى التجاري، التجار والفلاحين من مختلف المناطق المغربية، إضافة إلى كون أن فضاءاته ، شكلت وعلى مدى عدة عقود قبلة مفضلة لزوار المدينة خلال احتفالات عيد المولد النبوي الشريف، بحكم قربه من ضريح “الشيخ الكامل” او “الهادي بنعيسى” كما يحلو لمريديه تسميته.

لكن ومنذ بداية شهر مارس الماضي، عاد إسم حي “حي سيدي سعيد” إلى الواجهة من جديد، وهذه المرة على الصعيد الوطني وحتى الدولي، وعن طريق مؤسسة صحية عمومية تمكنت من فرض وجودها منذ إنتشار فيروس كورونا، حيث كان من المستشفيات الأولى التي تعاملت مع هذا الفيروس، من خلال استقباله لطلبة مغاربة عائدين من مدينة ووهوان الصينية مصدر الوباء ، إضافة إلى استقباله لعدة حالات إصابة بفيروس كورونا وافدة ، وخاصة أنه تم إكتشاف العديد منها تهم مكناسيين كانوا في رحلة منظمة إلى مصر، حيث صنفت المدينة من ضمن المدن الأولى بالمغرب في إنتشار الفيروس.

واستطاعت الأطر الطبية العاملة في هذا المستشفى، أن تبرهن للجميع على قدرتها الكبيرة في التعامل مع حالات الإصابات الواردة عليها، وخير دليل على ذلك الصورة الجميلة التي رسمتها خلال الآونة الأخيرة، على وجوه أناس غادروا المستشفى بعد علاجهم من الوباء تحت التصفيق والهتاف، وهي الصورة التي تناقلها المغاربة بفخر واعتزاز.

إذن، من المفرح أن ترتبط أحياء مدننا بأسماء مؤسسات صحية، تسهر على تقديم الخدمات الصحية للمواطنين باستمرار، ويزداد عطاؤها ومردوديتها في اللحظات العصيبة والحرجة، بدل أن تشتهر بالسجون.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)