بدر المقري يكتب.. نساء وجديات رائدات (الحلقة 14 ) : سيمون الباز

بدر المقري، أكاديمي مغربي من وجدة

 

تشغل جائحة (كورونا) بال الناس وتملأ دنياهم، وتلزمهم بإعادة النظر في قضايا لم تكن من أولوياتهم، في حال العافية. ولعل المقدم في ذلك، هو اللجوء إلى المطالعة، بعد عزوف طال حتى أصبح عادة راسخة. فما المانع من أن يتحول الإقبال على القراءة، هروبا من الضجر الذي يفرضه الحجر الصحي، من استثناء إلى قاعدة، بعد كشف غمة جائحة (كورونا) إن شاء الله ؟
وما دام الناس في ظلال هذا الاستثناء، فإننا نذكر بأن مما تبتغيه هذه السلسلة التوثيقية الخاصة ببعض النساء الوجديات الرائدات، المصالحة مع ذاكرتنا، من خلال المصالحة مع المعرفة بشتى أنواعها.
وقد اخترت أنموذجا في هذه الحلقة، السيدة (سيمون الباز)، التي ولدت بمدينة وجدة سنة 1932، وتوفيت بباريس سنة 1982.


وأجدر بالإشارة إلى أن اسم أسرة (الباز)، مشتق من اسم الطائر المعروف في فصيلة الجوارح. وكانت أسرة (الباز)، من مشاهير البيوتات اليهودية الوجدية. ويكفينا التذكير، بأن والدها الذي كان يملك مقهى مشهورة بمدينة وجدة على عهد الحماية الفرنسية، كان أحد المساهمين في تأسيس نادي المولودية الوجدية، وعرفت تلك المقهى لاحقا باسم: (مقهى المولودية).
وقد اخترت، بالنظر إلى ما يفرضه المقام من اقتضاب، التنبيه على مقام إنساني ومعرفي سام، عبرت من خلاله (سيمون الباز)، عن تعلقها بالمدينة التي شغفتها حبا: وجدة.
فقد قدمت سنة 1980 بجامعة (باريس 5) أطروحة رائدة لنيل دكتوراه الدولة في اللسانيات الوظيفية، في ثلاثة أجزاء، في موضوع: (العامية الوجدية)، تحت إشراف الأستاذ (أندري مارتيني) (1908-1999)، رائد اللسانيات الوظيفية. وقد ختمت (سيمون الباز)، مسارها المهني أستاذة باحثة في شعبة العلوم الإنسانية، بجامعة (روني ديكارت) بباريس.
فماذا لو بادرت جامعة محمد الأول بوجدة، إلى إصدار أطروحة الأستاذة (سيمون الباز) ومقالاتها، في كتاب ؟
وماذا لو أعطي اسم (سيمون الباز) لفضاء من فضاءات الجامعة ؟
وماذا لو حمل شارع من شوارع مدينة وجدة، اسم (سيمون الباز) ؟

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)