نحن في الشرق محرمون حتى من الحلم والكلام!

لا أعرف حقا المقاربة التي تعمل بها اللجنة المكلفة بإعداد نموذج جديد للتنمية، ففي الوقت الذي كان الجميع ينتظر أن يحل أعضائها بالجهة لعقد لقاءات مع الفعاليات والقوى الحية بمدن الشرق وبالخصوص بعاصمة الجهة وجدة، تم “تهريب” النقاش الى فندق مصنف، بعيدا عن أعين المنتخبين والجمعويين والفاعلين الحقيقيين في المنطقة، بل إن شأنا قلنا بعيدا على المكويين بنار الأزمة وفشل المقاربات السابقة.

 

كيف يمكن مثلا لهذه اللجنة أن تقف على حاجيات ساكنة الحدود؟ التعبير الصادق عن أزمة الشرق، هذه الفئة التي تلخص كل ما لحق هذه الجهة من أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة.

 

سألت عدد من المنتخبين والجمعويين وحتى المواطنين، عن لقاءات اللجنة، تأكدت في النهاية أن فيهم من لا يعرف حتى بقدوم أعضاء اللجنة هذه، وهنا لابد أن نتسائل هل يصح الاعتماد فقط على مقاربة السلطة في هذا الجانب؟

 

هل يجب أن نستمع إلى الوالي فقط، لنقف على حاجيات الساكنة، بل هل الوالي نفسه قادته وظيفته يوما للوقوف على أرض الواقع على مشاكل الساكنة والتجار وعموم المواطنين، وبالخصوص سكان الشريط الحدودي؟

 

لا اعتقد ذلك، لأنه لو كان كذلك ما كان سيكون هناك مواطنون في القرن الواحد والعشرين وعلى بعد كلمترات قليلة من عاصمة الشرق تتضور عطشا بسبب غياب الماء الصالح للشرب لأن الجماعة لم تتمكن من إصلاح محرك مضخة بئر حفر منذ ثلاثة عقود بالشريط الحدودي!

 

أكثر من ذلك، ما موقع الباحثين في الجهة، وبالخصوص الباحثين في مختلف المجالات المرتبطة بالتنمية والإقلاع الاقتصادي وسط جلسات لجنة بن موسى؟

 

لست ادري لماذا يخالجني شعور دائم بأن والي جهة الشرق لا يجيد سوى الحديث سوى خلف الأسوار وفي الفضاءات المغلقة، في حين أنه غائب تماما عن النقاش العمومي الدائر أو الذي يمكن أن يدور في الفضاءات العامة التي يمكن أن تشخص فيها مشاكل المنطقة تشخيصا دقيقا ومن المكويين بنار الأزمة.

 

لقد قلتها منذ زمن، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون مسؤولا على جهة تعاني على جميع المستويات، وتقف تتفرج على الوضع دون أن تتحرك في اتجاه حلحلة الوضع، بل هناك اليوم من يترقب فقط دعما معنويا يحس من ورائه وقوف الدولة إلى جانبه، فهل نحرم حتى من الدعم المعنوي؟

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)