الرئيس التركي يحل بالجزائر في أول زيارة رسمية لرئيس دولة في عهد الرئيس تبون

يحل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالجزائر يوم الأحد، في زيارة رسمية، هي الأولى من نوعها لرئيس دولة أجنبية إلى الجزائر، بعد انتخاب رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وهي الزيارة التي ستحمل من دون شك ملفات سياسية وأمنية واقتصادية.

وحسب وسائل إعلام تركية فإن الرئيس رجب طيب أردوغان سيبدأ جولة افريقية يستهلها بزيارة رسمية إلى الجزائر غدا الأحد، وسيرافقه وفد وزاري هام وعدد من رجال أعمال أتراك وشركات كبرى من عدة قطاعات.

وتحمل زيارة رجب طيب أردوغان إلى الجزائر عدة دلالات، لعل أهمها أن هذه الزيارة هي الأولى لرئيس دولة أجنبية إلى الجزائر بعد انتخاب رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ما يجعلها حاملة لمؤشرات تقارب جزائري تركي في المرحلة المقبلة.

وبدت مؤشرات تقاطع في وجهات النظر الجزائرية التركية من خلال الملف الليبي، حيث حلّ قبل أيام وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في الجزائر، وأجرى مباحثات مع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ونظيره الجزائري صبري بوقدوم، وأكد الطرفان على وجوب حل سياسي، رغم أن تركيا كانت على مشارف تدخل عسكري في ليبيا، حيث اتفق الطرفان على بذل المزيد من الجهود لوقف اطلاق النار في ليبيا.

وخلال زيارة وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إلى الجزائر، قدم دعوة رسمية لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لزيارة تركيا، وقبلها، لكن تسارع الأحداث عجل بقدوم أردوغان إلى الجزائر وليس العكس.

وخلال مؤتمر برلين حول ليبيا الأحد الماضي، التقى الرئيس تبون بنظيره التركي على هامش المؤتمر وتحادثا في عدة قضايا.

كما أن الجزائر وأنقرة برأي مراقبين، لم تخفيا دعمهما لحكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج الممثل الشرعي المعترف به دوليا ومن طرف الأمم المتحدة.

ولن تخلو الزيارة من الأبعاد الاقتصادية وعلى رأسها الغاز الطبيعي، خصوصا بعد توقيع ما سمي بحلف غاز شرق المتوسط بين الكيان الصهيوني واليونان وقبرص اليونانية، واعتزام الحلف مد أنبوب غاز عابر للمتوسط يصل إلى إيطاليا وأوربا، وهو الأمر الذي قد يشكل تهديدا للجزائر في سوقها التقليدية للغاز وهي القارة العجوز، ورفض أنقرة  لهذا الحلف بسبب تهميش قبرص التركية وحقوقها في الغاز البحري، وأكدت أنقرة في أكثر من مناسبة أن ما يعرف بمنتدى غاز شرق المتوسط جاء بدوافع سياسية لإخراج تركيا من معادلة الطاقة في شرق المتوسط.

وفاقت المبادلات التجارية الجزائرية التركية خلال 11 شهرا الأولى من العام الماضي 4 مليارات دولار، حسب آخر حصيلة للجمارك، وهي مرشحة للارتفاع في ظل التقارب السياسي بين البلدين، ووجود مشروع ضخم للبيتروكيماويات بالشراكة بين سوناطراك وشركة تركية يقام جنوب تركيا بمحافظة أضنة.

وخلال زيارته للجزائر نهاية فيفري 2018، عبر الرئيس التركي عن رغبته في رفع المبادلات التجارية بين تركيا والجزائر إلى 10 مليارات دولار، حيث تعتبر تركيا خامس زبون للجزائر وسادس مورد لها.

وفي جويلية 2018 جددت شركة سوناطراك عقود توريد الغاز الطبيعي المسال إلى تركيا لخمس سنوات اعتبارا من 2019 لصالح شركة “بوتاش”، بكميات تصل 5.4 مليار متر مكعب سنويا.

وكالات

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)