تحليل اخباري: قتل الجنرال سليماني..هل تندلع الحرب المباشرة بين إيران وأمركيا؟

شمس بوست: عبد المنعم إسماعيل

بدأ العقد الجديد، بتصعيد خطير في التوترات بين الولايات المتحدة الامريكية وإيران، وهي توترات ترقى إلى مستوى إعلان الحرب.

 

إذ تم قتل قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الايراني، ورجل ايران في العراق، الجنرال قاسم سليماني أول أمس، في غارة جوية بالقرب من مطار بغداد.

 

و كانت هذه الغارة، التي أودت بحياة بسليماني، ونائب الحشد الشعبي، وأشخاص أخرين، ضمن أخرى قامت بها القوات الجوية الأمريكية على معسكرات تابعة لحزب الله العراقي المدعوم من طرف إيران.

 

وقبل ذلك، و في مشهد يذكر بالحصار الذي سبق فرضه على السفارة الأمريكية بطهران سنة 1979، هاجم متظاهرون غاضبون السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء ببغداد، بما يؤشر على أن التطورات الأخيرة وصلت مرحلة الحرب.

 

وذلك في أعقاب الهجمات الصاروخية التي وقعت الأسبوع الماضي على القاعدة العسكرية العراقية ك 1 في مدينة كركوك.

 

واسفرت هذه الهجمات على مقتل متعهد مدني أمريكي، وجرح جنود أمريكيين وعراقيين، أكدت واشنطن أن كتائب حزب الله العراقي المدعوم من إيران هي المسؤولة عن الهجمات، وذلك بعرض صواريخ ايرانية الصنع،  قالت أمريكا أنها استعملت في الهجوم على القاعدة، رغم أنه لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن هذا الهجوم .

 

ورغم ذلك فان مساعد الرئيس الأمريكي في الدفاع “مارك اسبر”، أبلغ رئيس الوزراء العراقي، أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تنفذ ضربات محددة ضد من تعتقد أنهم كانوا وراء هجمات كركوك، متجاهلة نداءات رئيس الوزراء العراقي من أجل إلغاء الضربات الجوية المحتملة.

و عمد الأمريكيون إلى شن غارات جوية على أهداف شملت الحدود العراقية السورية، خصوصا معبر القائم الاستراتيجي الذي فتحه العراق، بعد أن ظل مغلقا منذ سنة 2012. وفتح هذا المعبر من طرف العراق أثار غضب الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.

 

ومن الأهمية بمكان، الاشارة إلى أن قوات الحشد الشعبي، تشكل جزء من القوات المسلحة العراقية، وكان لها دور أساسي في القتال ضد تنظيم الدولة “داعش” التنظيم الذي سقط.

 

وهناك خبراء يعتقدون بأن هذه التطورات تخدم الرئيس الأمريكي، حيث ستساهم في تقليص تسليط الضوء على جلسات المسائلة التي يخضع لها، بغية عزوله، ونفس الشيء ينطبق على رئيس الوزراء الاسرائيلي، وأيضا ليجدا الطريق سالكة من جديد لإعادة انتخابهما. فلا شيء أكثر من حالة الحرب يجعل الجمهور يجتمع على زعيمهم.

 

ومن بين من قتل إلى جانب سليماني، محمد رضا الجابري، وهو القائد البارز ورئيس الشؤون العامة في الحشد الشعبي، وابو مهدي المهندس نائب رئيس مجلس إدارة الحشد، كما تشير أنباء أخرى إلى أن جنود المارينز القوا القبض على زعيم كتائب أهل الحق قيس الخزعلي، وهادي العامري رئيس كتائب بدر، وهي منظمات مسلحة تشكل جزء من الحشد المدعوم من إيران.

 

من الواضح أن الولايات المتحدة الأميريكية تسير في طريق خطير في سعيها لاثارة ايران، اذ أنها توظف لذلك أسلوبا تكتيكيا، حيث أنها لم تستهدف ايران مباشرة فوق أراضيها بل عبر العراق وقوات فيلق القدس، وهو ما يعتبر خطوة استراتيجية في اتجاه التصعيد ضد إيران.

 

ما يمكن توقعه هو سعي الحكومة العراقية للدفع بالولايات المتحدة الامريكية للانسحاب من العراق، أو الانتقام منها داخل العراق، وذلك عبر القوات الأمريكية في البلاد، وهو ما يؤشر عليه دعوة رجل الدين العراقي مقتدى إلى إحياء نشاطات جيش المهدي.

 

وكذا رجل الدين علي السيستاني الذي سيحدد بشكل كبير مسار المواجهة في العراق، وتحسبا لأي تصعيد فقدت نشرت واشنطن المزيد من القوات في المنطقة، والأهم من كل ذلك أن الرد من طرف طهران وفق العديد من المتابعين، هو حتمي  نظرا لحجم الشخصية التي تم استهدافها في الحرس الثوري الإيراني، والأكيد أنه ستكون هناك توترات كبرى على مستوى الامتداد الجغرافي والسياسي لمناطق النفوذ.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)