عكس المغرب..هذا هو البلد الذي يتحول فيه فقدان العمل إلى خبر سار!

شمس بوست: عبد المنعم إسماعيل 

هل يمكن أن يكون خبر تسريحك من العمل، أو فقدانك لوظيفتك بطريقة ما، خبرا سارا بالنسبة إليك؟ إذا ما سألت أحدهم في المغرب هذا السؤال، سيعتبرك في أحسن الأحوال مجنونا، هذا إن لم تتلقى منه رد فعل عنيف، قد يصل إلى حد الشجار والضرب، وسيكون ذلك مدعاة لزيادة  متاعبه النفسية الناجمة عن فقدانه لعمله، في بيئة تعرف هشاشة كبيرة في أنظمة العمل بالخصوص في القطاع الخاص.

 

لكن في بلد كالسويد الوضع مختلف، إذ من الممكن جدا أن يكون هذا الأمر سببا في تغيير الموظف لبيئة عمله إلى أحسن الأحوال، وهذا بسبب نظام محكم لاعادة الإدماج في سوق العمل.

 

 فبعد تسريح الموظفين في هذا البلد الاسكندنافي، ينخرطون بشكل مباشر في نظام لصقل مهاراتهم وتطويرها وفق ما كشفت عنه BBC (هيئة الإذاعة البريطانية)، على منصاتها الالكترونية.

 

هذا النظام يمكن العامل المسرح الذي فقد عمله الأصلي من العودة إلى سوق الشغل بوظيفة أفضل.

 

هذا النظام أثبت فعاليته، حيث أن 90 في المائة من السويديين الذين يفقدون وظائفهم سرعان ما يعودون بوظائف جديدة، في ظرف سنة واحدة، وهو ما يجعل نسبة البطالة دائما في مستويات متدنية.

 

يطلق على هذا النظام، “النظام الانتقالي”، على اعتبار أن الفترة التي تفصل بين فقدان الموظف لوظيفته وتسلمه للوظيفة الجديدة هي فترة انتقالية يتعلم فيها الموظف مهارات جديدة.

 

يعتمد النظام الانتقالي في تمويله على مساهمات الشركات في إطار ما يعرف بمجالس الأمن الوظيفي، التي توفر مدربين محترفين يشرفون على الموظفين المسرحين في رحلة تدريبية، ويعملون على التوفيق بين مهاراتهم وطموحاتهم وما يطلبه سوق العمل.

 

 ويوجد في السويد 16 مجلسا للأمن الوظيفي، يغطي كل واحد منها قطاعا اقتصاديا ويعمل على إيجاد وظائف بديلة للموظفين.

 

وبفضل هذا النظام أصبح السويد كما أشرنا أكثر الدول إعادة في توطين الموظفين في وظائف جديدة، حسب أرقام منطقة التعاون الاقتصادي والتنمية، مقارنة بـ30 في المائة في كل من فرنسا والبرتغال.

 

وتدار هذه المجالس كشراكة بالمناصفة بين جهة العمل والنقابة، دون أن يكون للحكومة دور فيها.

 

وخلال السنوات الأخيرة سرحت شركة “اريكسون” العملاقة، آلاف الموظفين، غير أنه بفضل هذا النظام جرت العملية بسلاسة، وتم إدماج العديد منهم في سوق العمل، وكانت هذه العملية بمثابة إختبار لنجاعة هذا النظام في أداء وظيفته.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)